حدود العلاقات الصينية- الروسية... وبيونج يانج تقدم "اقتراحات مضادة" ما هي طبيعة العلاقات الروسية- الصينية؟ وكيف يمكن انقاذ المحادثات السداسية المعنية بحل أزمة بيونج يانج النووية؟ وما هي أصداء الأزمة المالية الأميركية على أوروبا؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. موسكو وبكين...أي تعاون؟ في مقاله المنشور بـ"موسكو تايمز" الروسية يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان "لا حب ضائع في بكين"، سلط "ديمتري شلابنتوك" الضوء على العلاقات الروسية ـ الصينية، مشيراً إلى أنه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 وموسكو وبكين تسعيان إلى تطوير العلاقات بين البلدين. لكن الزواج (الروسي ـ الصيني) ـ حسب الكاتب ـ لم يكن نتاجاً لعلاقة رومانسية حقيقية، بقدر ما هو انعكاس لرغبة البلدين في كبح جماح الهيمنة الأميركية. "ديمتري"، وهو أستاذ مشارك بجامعة إنديانا، ذكّر بأن الروس والصينيين دخلوا في صدام عسكري محدود عام 1969، بسبب نزاع حدودي، غير أنه في الآونة الأخيرة وقع البلدان اتفاقاً لوضع حد لهذا النزاع الحدودي، وذلك بعد الزيارة التي أجراها ديمتري ميدفيديف لبكين، وهي الأولى للرئيس الروسي بعد وصوله إلى السلطة. وحسب الكاتب، تطورت العلاقات بين البلدين أثناء فترة حكم الرئيس بوتين، حيث أجرت القوات الروسية مناورات مع نظيرتها الصينية، وأصبح البلدان مصدراً لقوة "تجمع شنغهاي للتعاون"، الذي ينظر إليه الغربيون كقوة تحاول منافسة حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى إطلاق فعاليات لتعزيز التبادل الثقافي كـ"عام الصين في روسيا"و"عام روسيا في الصين".لكن بعد 17 عاماً من العلاقات الثنائية القوية بين البلدين لم تتحقق نتائج كبيرة تعكس عمق هذه العلاقات، وضمن هذا الإطار تفكر الصين ملياً في إعادة النظر في علاقاتها بروسيا، خاصة بعد الغزو الروسي لجورجي، الذي أعاد إلى الأذهان مناطق النفوذ السوفييتية، فربما تنظر بكين الآن إلى موسكو كمصدر تهديد. الصين، على سبيل المثال، رفضت دعم الاعتراف الروسي باستقلال "أوسيتيا الجنوبية"و"أبخازيا. من ناحية أخرى تنظر الصين إلى انهيار الاتحاد السوفييتي السابق على أنه أفضل هدية استراتيجية في التاريخ. وبالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين روسيا والصين، فإنها ليست بهذه القوة، فالصين لديها مصلحة تكمن في الحصول على النفط والغاز الروسي، لكن موسكو توجه نسبة كبيرة من نفطها وغازها إلى أوروبا، وتبدو روسيا مترددة في لعب الدور ذاته مع الصين، خاصة في ظل سياسة احتكار خطوط نقل النفط والغاز التي تنتهجها روسيا تجاه جيرانها الأوروبيين، لذا من دواعي الأمن القومي للصين أن تضمن تدفق النفط والغاز إليها من دول آسيا الوسطى، وألا تكون هذه الأخيرة تحت رحمة الكريملن. وفي التعاون العسكري، نجد أنه رغم كون روسيا أكبر مورِّد للسلاح بالنسبة للصين، فإن الأخيرة بدت تطور تقنيات عسكرية خاصة بها، وباتت أقل اعتماداً على السلاح الروسي. حافظوا على الاتفاق النووي: هكذا عنونت "كوريا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، لترصد تطورات المفاوضات المعنية بحل أزمة برنامج كوريا الشمالية النووي، خاصة في أنباء تواترت في الآونة الأخيرة حول عزم كوريا لشمالية استئناف العمل بمفاعل يونجبون بعد شهور قليلة على تعليق العمل فيه. الصحيفة استنتجت أنه في تلك الأزمة، يبدو المفاوضون النوويون الأميركيون أمام عدوين: كوريا الشمالية والمتشددين داخل الولايات المتحدة. وحسب الصحيفة، عاد "كريستوفر هيل" مساعد وزير الخارجية الأميركية من كوريا الشمالية بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام، استطاع خلالها أن يمنع بيونج يانج من استئناف العمل في مفاعل يونجبون النووي. "هيل" اقترح على الكوريين الشماليين "مشروع تحقق منفصل"، من خلاله تستطيع واشنطن التفتيش على وحدة انتاج البلوتونيوم في مفاعل يونجبون، على أن تتم مناقشة الأمور التي لم تفصح عنها كوريا الشمالية في إعلانها النووي، وتعاونها النووي مع بعض بلدان الشرق الأوسط في وقت لاحق. اللافت أن الكوريين الشماليين قدموا "اقتراحاً مضاداً"، يتمثل في الدعوة إلى اجتماعات عسكرية ثنائية مع الأميركيين لمناقشة مسائل أخرى كتحويل اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب الكورية إلى اتفاق سلام، ضمن هذا الإطار يرى "كيم سوك" المفاوض الكوري الجنوبي في المحادثات السداسية المعنية بحل أزمة بيونج يانج النووية أن الرئيس الكوري الجنوبي ونظيره الأميركي يدعمان هذا الاقتراح. هذا يعني حسب الصحيفة أن المحادثات السداسية التي أوشكت خلال الآونة الأخيرة على الانهيار، قد تحافظ على زخمها. المأزق الآن يكمن في الطريقة التي من خلالها تستطيع وزيرة الخارجية الأميركية اقناع الرئيس بوش بتمرير "مشروع التحقق المنفصل"، بدلاً من الاقتراح السابق ـ الذي تصفه الصحيفة بالتطفلي ـ و الذي يُصر عليه المتشددون الأميركيون كديك تشيني. ومن الأفضل حسب الصحيفة، أن تشطب واشنطن كوريا الشمالية من قائمة البلدان الراعية للإرهاب. وعن العلاقات بين الكوريتين أشارت الصحيفة إلى أن البلدين أجريا محادثات عسكرية هي الأولى منذ وصول الرئيس الكوري الجنوبي"لي ميونج باك" إلى السلطة قبل سبعة شهور، وانتهت بطلب قدمته بيونج يانج إلى سيول بأن توقف البيانات السياسية المعادية لكوريا الشمالية، الأمر الذي يعكس مدى تدهور العلاقات بين البلدين في ظل إدارة "ميونج". أوروبا والأزمة المالية: في "جابان تايمز" اليابانية، وتحت عنوان "أوروبا تنكشف مالياً عندما تنهار الثقة"، كتب "هانز أنروش"يوم الأحد الماضي مقالاً رأى خلاله أنه في ظل عالم حر تتدفق فيه الأموال بلا حدود، انتقلت عدوى الأزمة المالية الأميركية إلى أوروبا. هذا يعني أن الأزمة الراهنة أكبر بكثير من أزمات مالية سابقة شهدها العالم في الثمانينيات والتسعينيات. الكاتب، وهو وزير مالية النمسا السابق، يرى أن التكامل العالمي في الأسواق المالية يعني إمكانية ظهور مشكلات في أي وقت وأي ومكان، مما جعل البنوك المركزية تتحرك لمواجهة الأزمة، لأنه إذا انهار النظام المالي العالمي، فهذا يعني أننا بصدد عِقدٍ من الانكماش الاقتصادي. البنك المركزي الأوروبي فشل في مواجهة الأزمات الاقتصادية المحلية في أوروبا والمبرر أن البنك معني فقط بمواجهة التضخم، مما يعني أن سياسة أوروبا المالية بحاجة إلى تدخل دول كبرى كألمانيا وليس بلجيكا، لكن هذا لا يبرر السلبية في التعامل مع الأزمة المالية الراهنة. إعداد: طه حسيب