أعجبني مقال الدكتور خالد الدخيل، "الثقافة والدين"، والذي بيّن فيه مناطق التداخل الواسعة بين الاثنين، وما يتلبّس المفاهيم التي نعتقد أنها دينية صرفة، من تحويل وتحوير وفق آليات الإنتاج والخلق الثقافية في مجتمع بشري له تاريخيته الخاصة. من هنا تكون عملية الفرز بين ما هو وحي إلهي وما هو ثقافي اجتماعي، في الخطاب الديني، عملية في غاية الدقة والتعقيد، ذلك أن القرآن، وهو وحي إلهي منزل، يتم فهمه وتفسير وفق طرائق الفهم والتأويل السائدة، وهي نتاج ثقافة مجتمعية في عصر من العصور. لكن يبدو أن بقاء التداخل الملتبس بين الاثنين، أي الثقافي والديني، يخدم مصلحة نخبة قد تريد الارتقاء بآرائها وتفسيراتها إلى مرتبة المقدس، أي تقديم خطابها "التفسيري" بوصفه جزءاً من الدين نفسه! سمير وائل- أبوظبي