يتداخل الصراع الأيديولوجي مع دوائر المجال الحيوي، وهو تداخل تناولته بعمق مقالة السيد يسين ليوم الخميس الماضي. وقد تجلى ذلك التداخل في أوضح صوره خلال فترة الحرب الباردة، أما بعدها فقد تراجع الصراع الأيديولوجي فيما بقيت حسابات المجال الحيوي حاضرة بقوة في قرارات القوى الكبرى، لاسيما "روسيا البوتينية"، وهو ما لم تأخذه واشنطن في اعتبارها حين أمعنت في سياسة توسيع "الناتو" شرقاً إلى مشارف روسيا وأعماق مجالها الحيوي. إلى ذلك، فقد "أساء خبراء الإدارة الأميركية قراءة التحولات الكبرى في المجتمع الروسي، وبروز اتجاهات وطنية وقومية عبرت عنها أحزاب روسية متعددة" إزاء حرمة المجال الحيوي لروسيا، فكانت النتيجة ما رأيناه من نكسة معنوية كبيرة للولايات المتحدة جراء الهزيمة الأخيرة التي لحقت بحليفتها جورجيا على يدي روسيا نفسها. شعبان حميد- مصر