لم يزل أومبرتو إيكو يثبت مرة بعد أخرى قدرته على استكناه أعماق الذات البشرية، وإضاءة مناطق العتمة والخواء فيها! وفي مقاله "إيطاليا الأربعينيات... كيف نتذكرها؟"، يدلف إلى قاع الذاكرة العميق، فيمتح منه زلال المعاني والأفكار! في هذا المقال استطاع إيكو أن يضع القارئ في قلب المعاناة التي كان يقاسيها الرجال والنساء والأطفال في ملاجئ روما خلال أيام الحرب العالمية الثانية، والأجواء النفسية السائدة في حينه، من خوف وقلق وتوتر وحزن وألم وإصرار وانكسار... وكأنه يرسم بريشة كلماته ألوان القتامة ورائحة الموت في سنوات الحرب. لكن المدهش في هذا الكاتب قدرته على أن يجعل من المأساة تجربة يشتاق الإنسان لخوضها مرة ثانية! فهيم صباره- لبنان