سقوط زعامة "مبيكي" بجنوب أفريقيا... وصعود أسهم "ماكين" في أستراليا! -------- فوز تسيبي ليفني بزعامة حزب كاديما في إسرائيل، ودعوة للكشف عن التكلفة الحقيقية للمهمة الكندية في أفغانستان، واستقالة الرئيس الجنوب أفريقي "ثابو مبيكي"... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. -------- إسرائيل... وعنوان المرحلة المقبلة: صحيفة "ذا جابان تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية للتعليق على فوز وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بزعامة حزب كاديما بعد استقالة زعيمه ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على خلفية الاشتباه في تورطه في قضايا فساد. وأفادت الصحيفة أن ليفني كانت عارضت "اتفاقات أوسلو" مع الفلسطينيين باعتبارها عضواً في حزب الليكود اليميني ومن أنصار "إسرائيل الكبرى"؛ غير أن الحقائق الديمغرافية أرغمتها لاحقاً على القبول بحل الدولتين -أي أنه بدون دولة منفصلة خاصة بالفلسطينيين، فإن اليهود سيواجهون خطر أن يصبحوا أقلية. وهكذا، انضمت ليفني إلى رئيس الوزراء السابق آرييل شارون حين انشق عن حزبه القديم الليكود وانتقل إلى "الوسط" ليؤسس كاديما، ودعمت دعوته إلى انسحاب إسرائيلي أحادي من قطاع غزة. وتقول الصحيفة إن ليفني، باعتبارها وزيرة خارجية، كانت المفاوض الإسرائيلي الرئيسي في المفاوضات مع الفلسطينيين، وإنها ملتزمة بمواصلة عملية السلام. غير أن التحدي الكبير الذي سيواجهها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، هو تشكيل ائتلاف حكومي جديد، وهو أمر توقعت الصحيفة ألا يكون سهلاً على اعتبار أن الحياة السياسية في إسرائيل تتميز بكثرة الأحزاب الصغيرة وصعوبة الحفاظ على الائتلافات –ما يعني ضرورة تقديم التنازلات- وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة أنه إذا كانت علاقة ليفني بإيهود باراك، وزير الدفاع الحالي وزعيم حزب "العمل" المشارك في الائتلاف القائم، ليست على ما يرام، فإن هذا الأخير يعلم أن حزب الليكود اليميني متقدم في استطلاعات الرأي ويرجَّح أن يفوز في حال أجريت انتخابات عامة، وهو أمر قد يحمله على المرونة أكثر. ماكين... أم أوباما؟: صحيفة "ذا أستراليان" اعتبرت في افتتاحية عددها لأمس الخميس أن الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في الرابع من نوفمبر المقبل تبدو بالنسبة لكثير من الأستراليين أشبه بـ"سباق بين العقل والقلب"؛ حيث أشارت في هذا الصدد إلى أن المرشح "الديمقراطي" باراك أوباما يخاطب المشاعر، ولو كان بإمكان الأستراليين التصويت في هذه الانتخابات، فإنه كان سيتفوق على منافسه "الجمهوري" جون ماكين باثنين لواحد، حسب استطلاع للرأي أنجزه مركز "بيو" للأبحاث الموجود مقره في الولايات المتحدة. غير أن الصحيفة الأسترالية رأت أن ماكين قدم في مقال الرأي الذي نشرته يوم الثلاثاء ما سمتها "أسباباً وجيهة ينبغي أن تدفع الأصوات الأسترالية الافتراضية إلى تغيير وجهتها"، وذلك على اعتبار أن ماكين، تقول الصحيفة، تحدث عن سياسة خارجية أميركية منفتحة على منطقة آسيا- المحيط الهادي، وقدم مقاربة واقعية بخصوص تغير المناخ ومراقبة الأسلحة النووية، فضلاً عن تأييده للتجارة الحرة. وبعبارة أخرى، فإن ماكين يمكن أن يكون شريكاً من النوع الذي تحتاج إليه أستراليا. واختتمت افتتاحيتها بالقول إنها إذ تحرص على ألا تُصدر أية أحكام مسبقة حول مواقف السيناتور أوباما بخصوص السياسات الخارجية التي يعتزم انتهاجها في حال نجاحه، فإنها ترى أن السيناتور ماكين قد أظهر مؤهلات قوية "كمرشح تستطيع أستراليا أن تتعامل معه". كندا... تكلفة المهمة الأفغانية: نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية طلبت فيها من السلطات الكندية أن توضح للجمهور التكلفة الحقيقية للمهمة الكندية في أفغانستان قبل انتهائها في 2011، قائلة إن التقديرات والتكهنات التي يشار إليها في هذا الصدد تتراوح ما بين 8 مليارات و22 مليار دولار، في وقت يقوم فيه "كيفن بيج"، المسؤول عن الميزانية في البرلمان، بإعداد تقرير مفصل حول تكلفة المهمة، يشمل التكاليف العسكرية وتكلفة استبدال التجهيزات والدعم المستقبلي للجنود المصابين. الصحيفة قالت إن رئيس الوزراء ستيفان هاربر والزعماء الآخرين يتفقون جميعهم على أهمية الكشف عن خلاصات التقرير خلال الحملة الانتخابية. غير أنها لفتت إلى أن تقرير "بيج" لن يكون جاهزاً قبل يوم التصويت، وذلك لأن التقرير لم يدخل مراحله الأخيرة ولم يراجَع من قبل المختصين بعد. لتقترح على "بيج" بحث إمكانية نشر ما توفر لديه من خلاصات قبل موعد الانتخابات على أساس أن يتم تعديل الأرقام النهائية لاحقاً، معتبرة في هذا السياق أن "تقريراً مؤقتاً أفضل من لا تقرير" لأن الناخبين، تقول الصحيفة، يستحقون الوضوح والشفافية بشأن حجم التكلفة في أفغانستان قبل أن يدلوا بأصواتهم. وعلاوة على ذلك، فأياً يكن رئيس وزراء كندا المقبل، فإنه من المرجح أن يواجه ضغوطاً من قبل الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من أجل القيام بالمزيد في أفغانستان، عسكرياً أو من حيث المساعدات، مستنتجة أهمية وضرورة أن يعرف هاربر أو من سيخلفه "كم استثمرنا على وجه التحديد قبل أن يُطلب منه المزيد". مبيكي يغادر السلطة بـكرامة: هكذا عنونت صحيفة "ذا هيندو" افتتاحية أفردتها للتعليق على تقديم الرئيس الجنوب أفريقي ثابو مبيكي لاستقالته بسبب ضغوط داخل حزبه. واعتبرت الصحيفة الهندية أنه إذا كان مبيكي قد أظهر شعوراً بالواجب الوطني عبر إعلانه الاستقالة، إلا أن ذلك يثير مخاوف بشأن الاستقرار السياسي للبلاد، مشيرة في هذا الصدد إلى أن ثمة مؤشرات على إمكانية انسحاب أنصاره في الحكومة من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي من أجل تشكيل حزب جديد. وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إنه سيكون من العار أن يقع حزب نيلسون مانديلا، الذي خاض حرباً مريرة ضد نظام التمييز العنصري "الأبارتايد" وانتصر فيها، ضحية للتقاتل الداخلي الذي سيجعله ينزلق إلى مرحلة التراجع والتقهقر. ثم إن العديد من المحللين يعتقدون أن مبيكي هو الذي جنى على نفسه على اعتبار أنه بعد فشل قضايا فساد ضد الزعيم الحالي لحزب المؤتمر الأفريقي، جاكوب زوما، في 2000، وطرده من الحكومة في 2005، في أعقاب فضيحة رشاوى تورط فيها أحد مستشاريه الماليين، قام المدعون العامون الحكوميون بإعادة رفع هذه القضايا في ديسمبر 2007، وذلك بعد أيام قليلة على فوز زوما بزعامة الحزب. غير أن المحكمة رفضت القضايا مرة أخرى لأسباب تقنية في سبتمبر 2008، وأدلى أحد قضاة المحكمة العليا بتصريح كان له وقع القنبلة حيث قال إن مكتب مبيكي هو الذي حرض المدعي العام على إعادة توجيه الاتهامات لزوما لدوافع سياسية. ومع ذلك، رأت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن "مبيكي وبقية قيادات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يستحقون الإشادة لأنهم قاموا بحل أزمة سياسية خطيرة بطريقة ديمقراطية ومثالية". إعداد: محمد وقيف