لئن كان الطرح الذي عرضه الكاتب باتريك سيل في مقاله: "إعادة التفكير في علاقات الغرب بإيران" يعبر عن نوع من البراغماتية الأوروبية، إلا أنه يبقى عديم القيمة إذا كان الطرف الآخر ما زال مُصراً على عدم مد يده لجميع الأيادي الممدودة إليه، ويدمن على تجاهل كل أطواق النجاة التي ترمي أمامه، لتجنيب منطقة الشرق الأوسط صراعاً آخر هي في غير حاجة إليه، ويكفيها من الأزمات والصراعات والمشاكل ما تعاني منه الآن في أكثر من بؤرة توتر مندلعة بالجملة وبالتقسيط في طول الشرق الأوسط وعرضه. ولو كانت طهران تعاملت مع المجتمع الدولي بقدر من التعاون ينزع شكوكه في مساعيها النووية لكان هذا الملف طُوي منذ زمن بعيد. ولكنها تصر على سياسة ترحيل المآزق مع المجتمع الدولي، تماماً كما تفعل ذلك مع دول الجوار الخليجي. وليست مماطلة إيران في إرجاع الجزر المحتلة إلى الإمارات سوى مظهر آخر من مظاهر استراتيجية التهرب من كل استحقاق واجب التي تتبعها طهران. جمعة الزهراني - جدة