سياسة العزلة لا تجدي مع روسيا... واليابانيون يخشون "الحاملات النووية" ----------- الطريقة المثلى للتعامل مع روسيا، واليابانيون متخوفون من وجود حاملة الطائرات الأميركية في أحد موانئهم، ولا مناص من مواصلة المحادثات "السداسية" المعنية بحل أزمة بيونج يانج النووية، و"القرى الحضرية تحدٍ جديد في الصين... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. ---------- "حان وقت التعامل مع روسيا كشريك": هكذا عنون "أندرو كوشينز" مقاله المنشور بـ"موسكو تايمز" الروسية يوم أمس، مشيراً إلى أنه قبل أن يحضر نقاشات "نادي فالداي" كان لديه احساس بأن الولايات المتحدة على وشك الدخول في حقبة جديدة من المواجهة مع موسكو ربما تكون أكثر حدة من الحرب الباردة. لكن النقاشات التي دارت في "لقاء فاليدي" لم تخفف سوى القليل من مخاوفي؛ فالروس المشاركون في اللقاء- باستثناء- المعارض الشهير جاري كاسباروف- عزفوا جميعاً من نوتة موسيقية واحدة، تتضمن التالي "نحن لا نريد حقبة جديدة من المواجهة، لكن الخيار في النهاية لكم- أو بالأحرى للولايات المتحدة." "كوشينز"، وهو مدير برنامج روسيا وأوراسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أشار إلى أن كوندوليزا رايس ألقت خطاباً مهماً يوم 18 سبتمبر الجاري قالت فيه "إن القرار هو قرار روسيا وحده وليس أحد غيرها، وحسب الكاتب، لدى موسكو وواشنطن خيارات، لكنه لا يثق كثيراً في أن الولايات المتحدة ستُقدم على خيارات صحيحة من شأنها تعزيز أمن الولايات المتحدة وأوروبا، من ثم ما تحتاجه واشنطن الآن في تعاملها مع روسيا يكمن في دبلوماسية حقيقية لا دبلوماسية مكبرات الصوت. في الوقت الذي استهجنت واشنطن قرار الكريملن غزو جورجيا واستنكرت اعتراف روسيا السريع بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ثمة قناعة لدى الساسة الروس ومعظم الشارع الروسي بأن الكريملن على حق في الخطوة التي اتخذها تجاه جورجيا. وعلى الرغم أن الدعاية الحكومية تساهم في تشكيل قناعات الروس، فإنها تعكس تراكمات 15 عاماً من تمديد النفوذ الغربي على حساب الروس. قبل سنوات - يقول الكاتب- كان احتمال نشوب حرب باردة- أقرب إلى الصفر، الآن ارتفعت نسبة هذا الاحتمال ما بين 1إلى 2 في المئة، وهو ما يراه الكاتب مغامرة غير ضرورية يمكن للولايات المتحدة تخفيف حدتها. وإذا كانت واشنطن راغبة في روسيا أكثر ليبرالية وديمقراطية، وتعيش في سلام مع جيرانها، فإن سياسة المواجهة والعزلة لن تجدي في التعامل مع روسيا.الكاتب تساءل: هل نشر الدرع الصاروخية في جمهورية التشيك وبولندا يخدم المصالح الأميركية في هذا الوقت تحديداً؟ ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي، يمكن القول إنه حان الآن وقت الحوار مع روسيا لا عزلها وفي ذلك مصلحة للولايات المتحدة. "وجود نووي": هكذا عنونت "جابان تايمز" اليابانية افتتاحيتها يوم أمس لترصد حركة حاملات الطائرات الأميركية في ميناء يوكوساكا الياباني. وحسب الصحيفة، وصلت حاملة الطائرات الأميركية "جورج واشنطن" إلى الميناء- وهي تعمل بالطاقة النووية- لتحل محل "كيتي هوك" حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالوقود. وهذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها ميناء ياباني حاملة طائرات نووية.الأمر– حسب الصحيفة- أشبه بوجود مفاعل نووي صغير في منطقة مأهولة بالسكان، مما يستوجب الحذر واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع كارثة نووية. الحاملة النووية التي تعمل بمفاعل طاقته 600 ألف كيلو وات، ستبقى في الميناء الياباني مدة قد تصل إلى عام. البحرية الأميركية تقول إن سفنها النووية لم تتعرض لأي حوادث نووية وأنها مزودة باحتياطات السلامة. لكن وقع حادثان يدعوان للقلق، أحدهما في 22مايو عندما انلع حريق في "جورج واشنطن" استمر 12ساعة، هذا ربما عطل وصول الحاملة إلى الميناء الياباني شهراً كاملاً. وفي أغسطس الماضي تسربت بعض المواد المشعة من الغواصة "هوستون"أثناء وجودها في الموانئ اليابانية، علماً بأن وزارة الخارجية اليابانية لم تتمكن من تحذير السكان في المناطق القريبة من الحادث. وحسب الصحيفة ستوقف جورج واشنطن مفاعلاتها النووية أثناء وجودها في ميناء "يوكوساكا"، لكن المسؤولين اليابانيين لن يسمح لهم بتفتيش "جورج واشنطن". غير أن اليابانيين لن يهدأ لهم بال حتى يتأكدوا من أن حكومتهم استلمت تطمينات مفادها أن البحرية الأميركية ستتعاون مع اليابانيين في المسائل المتعلقة بإجراءات السلامة النووية. فرصة لتعزيز "السداسية": خصصت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم أمس لرصد التطورات الأخيرة في أزمة برنامج بيونج يانج النووي. الصحيفة ترى أن هذا الأسبوع سيكون على درجة كبيرة من الأهمية كون عناصر مهمة تشارك في المحادثات السداسية ستلتقي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. قبل أيام صرح نائب رئيس مكتب الشؤون الأميركية في الخارجية الكورية الشمالية أن بلاده كانت تجهز لاستئناف العمل في مفاعل يونجبون النووي، وصرح أيضاً بأنه لا يوجد بند في اتفاق 3 أكتوبر 2008 خاص بالتحقق مما ورد في إعلان بيونج يانج النووي. كوريا الشمالية أعلنت وقفها تعليق العمل في المنشآت النووية وذلك لأن الولايات المتحدة لم تشطب اسم كوريا الشمالية من قائمة البلدان الراعية للإرهاب. الأزمة الراهنة في المحادثات السداسية يمكن تجاوزها، خاصة أن كوريا الشمالية راغبة في مواصلة المحادثات، من خلال الحوار مع كوريا الجنوبية، وهو ما تراه الصحيفة مؤشراً على تمسك بيونج يانج بالمحادثات. صحيح أن صبر أعضاء "السداسية"(الأميركيون والكوريون الشماليون والصينيون والروس) بدأ ينفد، لكن يجب أن تنجح الدول الأعضاء في اختبار الصبر الذي تحاول كوريا الشمالية فرضه عليهم، وذلك عبر مواصلة المحادثات. القرى الصينية اللصيقة بالمدن: خصص “فان جانج” مدير "معهد بحوث الاقتصاد القومي" بالصين مقاله المنشور يوم أمس في "تشينا ديلي" لمناقشة التجمعات الريفية المجاورة للتكتلات العمرانية في الصين أو "القرى الحضرية”. فمن المتوقع خلال العقود القليلة المقبلة أن ينزح عدد كبير من محدودي الدخل إلى هذه "القرى" ليسكنوا في بنايات منخفضة الإيجار ومملوكة للدولة، مما يفرض على السلطات الصينية تحديات تتعلق بإدارة هذه التجمعات الجديدة. في مدينة شينزن وحدها يعيش خمسة ملايين نسمة في "القرى الحضرية أي ما يعادل نصف سكان المدينة. إعداد: طه حسيب