قد تكون تلك الأدلة والقرائن التي احتشدت في مقال الدكتور أحمد البغدادي: "الأميركيون والتغيير الديمقراطي"، دليلاً على ما للتعددية الثقافية والسياسية والاجتماعية من أوجه قوة، عندما ينبني المجتمع عليها بشكل إيجابي فيغتني بتنوع الخلفيات الثقافية والاجتماعية لأفراده. ومن هذا المنظور يمكن اعتبار قدرة المجتمع الأميركي على اقتحام عتبات التغيير بأنها نتيجة لمفاهيم الحداثة الأوروبية، التي تمكن الآباء المؤسسون للدولة الأميركية من استقدامها من القارة العجوز. كما يمكن اعتبار أن روح التسامح وقبول الآخر السائدة في أميركا موروثة عن الحضارات الشرقية والأفريقية، التي قدم عشرات الملايين من أبنائها إلى العالم الجديد خلال القرون الماضية حاملين معهم منظوماتهم القيمية والفكرية. سمير محمود - أبوظبي