الانتقال الذي حدث في مواقف الحزب الشيوعي العراقي، أكبر من أن يستوعبه أحد، لكن مع ذلك استطاع محمد عارف في مقاله الأخير، "مثقفو اليسار العراقي... نعيم وجحيم!”، أن يرصده بدقة كبيرة موضحاً أهم ملامحه. فمن باستطاعته أن يصدق أن الحزب الذي كان يحرك في خمسينيات القرن الماضي تظاهرات مليونية حاشدة تهتف بشعاراته ضة الإمبريالية و"تحالف الاستعمار والإقطاع"... هو نفسه الذي يؤيد الغزو الأميركي للعراق ويشترك في حكومة بول بريمر؟! شيء غير معقول لكنه حدث بالفعل! وقد أعجبني توقف عارف عند حادثة اغتيال المثقف الشيوعي "كامل شياع" الذي عمل موظفاً في حكومة الاحتلال، وكتب ضدها بجرأة يحسد عليها، لكن حين أصدر رفاقه بيان تنديد بمقتله، لم يأتوا بكلمة واحدة على ذكر الاحتلال! لذلك يتساءل المرء: ماذا أصاب عقول الرفاق؟! سامي عواد - العراق