وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن "هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية" (تنمية)، فإن نسبة التوطين في القطاع السياحي في الدولة لا تتجاوز 0.5%، حيث يعمل في هذا القطاع 27 مواطناً من مجموع نحو سبعة آلاف و118 عاملاً مقيدين في سجلاّت وزارة العمل!! ولهذا فإن الهيئة أعلنت، مؤخراً، بأنها تعدّ استراتيجية لرفع نسبة التوطين في هذا القطاع المهم خلال السنوات المقبلة. لا شكّ في أن نسبة 0.5% من المواطنين في قطاع السياحة هي نسبة ضئيلة جداً ولا تنسجم مع ما يشهده هذا القطاع من طفرة تنموية كبيرة من ناحية ومع ما تبديه الدولة من اهتمام واضح به من ناحية أخرى، إضافة إلى مساهمته المتزايدة والكبيرة في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، حيث توقّع "مجلس السياحة العالمي" أن ترتفع هذه المساهمة إلى نحو 22.6% مع نهاية عام 2008 بما يعادل 182.2 مليار درهم مقارنة بنسبة 20% عام 2007، وأن هذه النسبة سوف تصل إلى 23.7% عام 2018، وأكد المجلس أن الاستثمار في قطاع السياحة في دولة الإمارات نما بنسبة 24% خلال عام 2008 ليبلغ 90.2 مليار درهم مقارنة بـ72.4 مليار درهم، العام الماضي 2007، وتوقّع أن يبلغ عدد السيّاح القادمين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في نهاية العام الحالي 2008 نحو 10 ملايين سائح، مقارنة بـ8.8 مليون سائح العام الماضي بزيادة نسبتها 13.6%. وهذا بالطبع لم يأتِ من فراغ وإنما من مشروعات سياحية ضخمة وعصرية ومتطوّرة تمّ إنجازها خلال الفترة الماضية أو يتم السير في تنفيذها خلال السنوات المقبلة، ولعلّ من الإشارات المهمّة في هذا الخصوص أن "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" بـ"غرفة تجارة وصناعة أبوظبي" توقع، مؤخراً، أن يصل حجم المشروعات السياحية في إمارة أبوظبي وحدها إلى 230 مليار درهم، خلال السنوات الخمس المقبلة. وعلى هذه الخلفيّة فإن هذا القطاع يمثّل فرصة كبيرة لتوظيف المواطنين واستثمار طاقاتهم، خاصة أن كل التقديرات والإحصاءات، المحلية والدولية، تشير إلى أنه قطاع المستقبل في دولة الإمارات، وأنه مقدم على تطوّر كبير على المستويات كافة. السياحة في أي دولة من الدول إضافة إلى فوائدها الاقتصادية، باعتبارها مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي وامتصاص العمالة المحلية، والثقافية، باعتبارها أداة من أدوات التفاعل والتلاقي الثقافي بين الشعوب والثقافات والحضارات المختلفة بما يساعد على التقارب بينها، فإن لها فوائد أخرى لا تقلّ أهميّة عن فوائدها الاقتصادية والثقافية، حيث تمثّل منفذاً مهماً للتعريف بالدولة التي تتم فيها وبثقافتها وبعاداتها وتقاليدها ونمط حياتها بما يسهم في نقل صورة إيجابية عنها إلى السيّاح الأجانب، وهذه المهمّة في دولة الإمارات لا يمكن أن يقوم بها على أكمل وجه سوى العنصر الإماراتي المواطن، لأنه الأقدر على توصيل ثقافة وصورة بلده إلى السائح الأجنبي. وهذا عامل آخر إضافي يدعم ضرورة انخراط المواطنين في قطاع السياحة وتشجيعهم على العمل به وعمل دورات تدريبية لهم في هذا الشأن. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية