لم تكن السفينتان اللتان اخترقتا الحصار الإسرائيلي على غزة أكثر من مبادرة رمزية، إذ لا تمثل حمولتهما من المستلزمات الضرورية شيئاً بالمقارنة مع الاحتياجات الفعلية لمليون ونصف مليون شخص محاصرين في القطاع... لكنها مع ذلك كانت كافية، كما قال الدكتور حسن حنفي في مقاله الأخير، لتوليد "الإحساس بالخجل من النفس، بل وازدرائها والاشمئزاز منها" لدى كل إنسان عربي. والحقيقة أن التاريخ ليس أصم أو أبكم، بل سيقول كلمته ذات يوم حول الصمت العربي إزاء جريمة الحصار والقتل البطيء لسكان القطاع، وهو كذلك ليس جامداً بلا حراك، بل يتحرك بقوانين مضادة للجمود والموت لا تقبل استمرار أي توازنات داخلية أو خارجية على ما هي عليه إلى ما لا نهاية، هذه هي الحقيقة التي يتوجب أن يعيها العرب وهم يستمتعون بصمتهم بينما يتحرك الآخرون. جميل محمد- اللاذقية