يعكس مقال روجر كوهين "حروب أميركا الثقافية" جانباً من الجدل الداخلي الدائر في الولايات المتحدة حول الأولوية بين حربي أفغانستان والعراق، حيث ينحاز الكاتب إلى موقف المرشح "الديمقراطي" أوباما والذي يعتقد أن حرب العراق جاءت على حساب حملة أفغانستان، وهو ما ينفيه المرشح الجمهوري ماكين، معتبراً أن الحربين يجب أن تكون لهما الأولوية نفسها. لكن المحير بالنسبة لي في هذا المقال أن كوهين يرد على طروحته "الديمقراطية"، حيث يقول: "المتوقع بعد ثلاثة عقود من الحرب في أفغانستان، أن لا ينتهي نضال الأفغان حتى ولو بعد ثلاثين عاماً أخرى". وأنا أيضاً أعتقد أن أفغانستان، بتاريخها المعقد وطبيعتها الطوبوغرافية الاستثنائية، وسيكولوجيتها الخاصة، تختلف كثيراً عن العراق، لذا ليس من المتوقع أن يستطيع "الناتو" بقيادة أميركا، الوصول قريباً إلى الحسم العسكري الذي يريده هناك. جواد السيد - القاهرة