سبع سنوات على إرهاب سبتمبر... و"نعم" للاتفاق النووي مع الهند

مواجهة الإرهاب: حرب أم مهمة بوليسية؟ وروسيا تعيد أجواء الحرب الباردة بالمناورات العسكرية مع فنزويلا، ودعوة لتسريع موافقة الكونجرس على الاتفاق النووي الأميركي مع الهند، وبوش ليس لديه خطة لإنهاء الحرب في العراق... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية

سبع سنوات على إرهاب سبتمبر:

حول هذا الموضوع، خصصت "لوس أنجلوس تايمز" افتتاحيتها يوم الخميس الماضي طارحة التساؤل التالي: هل سياسات إدارة بوش لا تزال فاعلة وضرورية بعد سبع سنوات على هجمات 11/9؟ الصحيفة ترى أن هجمات سبتمبر تم تشبيهها ومقارنتها بهجمات بيرل هاربر، التي شنها اليابانيون على الولايات المتحدة، وفسرت كإعلان حرب. لكن بمهاجمة حركة لا حكومة -أي تنظيم "القاعدة"- فإن أميركا تواجه تحديات قانونية وإجرائية غير مسبوقة، يبدو أنها ستتواصل حتى مع قدوم إدارة أميركية جديدة. وحسب الصحيفة، عززت إدارة بوش سلطاتها التنفيذية في "زمن الحرب" من خلال إعادة صياغة الإجراءات الاستخباراتية، وإضافة مواد قانونية تعكس واقعاً مفادها أن الولايات المتحدة في حالة حرب ضد "القاعدة" و"طالبان" وغيرهما من الحركات، وطالبت إدارة بوش الكونجرس بأن يعترف بذلك الواقع. لكن الرئيس بوش ليس في حاجة إلى إقرار الكونجرس بهذا الواقع، كي يواصل حربه في أفغانستان، ذلك لأن الكونجرس منحه صلاحية شن الحرب هناك في 14 سبتمبر 2001، لكن الرئيس الأميركي بدا كما لو كان يحاول تعزيز مبرراته القانونية في بعض المسائل المثيرة للجدل كمواصلة احتجاز معتقلي جوانتنامو دون تحديد سقف زمني، والتنصت على المكالمات الخارجية دون إذن قضائي، وهذه السياسات في حد ذاتها هدف يتمثل في جعلها سياسات دائمة يسير على نهجها الرئيس الأميركي المقبل. وثمة تساؤل مفاده: هل نعتبر صراعنا مع الإرهابيين حرباً أم مهمة بوليسية؟ بالتأكيد أن الأمر لا يطابق التعريف المعتاد للحرب. على سبيل المثال النصر في أفغانستان لم يأت بعد القضاء على أنصار "طالبان" أو أسرهم، ولن يأتي بعد توقيع اتفاق هدنة، غير أن الانتصار سيأتي عندما تكون الحكومة الأفغانية قوية بما فيه الكفاية وقادرة على مهاجمة الإرهابيين بنفسها. إن منع وقوع هجوم إرهابي جديد داخل الأراضي الأميركية ليس عملاً حربياً بل تحدياً أمنياً. عواقب الحرب تمثلت في فرض قيود على حرياتنا وخصوصيتنا، وهو أمر لا يمكن التسامح معه في الظروف العادية، وتمثلت أيضاً في مليارات الدولارات. صحيح أنه لم يقع هجوم إرهابي جديد داخل الأراضي الأميركية، لكن يبدو أن الشحنة الانفعالية للأميركيين قد هدأت بعد سبع سنوات على هجمات سبتمبر، وهذا يوفر مناخاً جيداً على الأقل لمناقشة التحديات الأمنية بصورة أكثر جدية.

"مناورات للحرب الباردة":

في تقريره المنشور يوم أول من أمس في "كريستيان ساينس مونيتور"، وتحت عنوان "صدى الحرب الباردة: مناورات عسكرية روسية في فنزويلا"، أشار "خوسيه أورازكو" إلى أن روسيا أرسلت اثنتين من قاذفات القنابل بعيدة المدى إلى فنزويلا، وأرسلت إليها أيضاً بوارج حربية وجنوداً ضمن الاستعداد لمناورات مشتركة من المزمع إجراؤها خلال نوفمبر المقبل. وحسب "خوسيه"، كانت آخر مرة تقوم بها البحرية الروسية بعبور مياه البحر الكاريبي لإجراء مناورات مع بلد معاد للولايات المتحدة تعود إلى الحرب الباردة. ومع أُفول نجم الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، ها هو الرئيس الفنزويلي "هوجو شافيز" قد أعلن يوم الأربعاء الماضي أن بلاده ستستضيف أربع سفن حربية روسية لإجراء مناورة حربية روسية - فنزويلية في نوفمبر المقبل. الحديث عن هذه المناورات يأتي في وقت تزداد فيه حدة التوتر بين موسكو وواشنطن وتتنامى فيه صفقات السلاح الروسية إلى فنزويلا، خاصة الطائرات المقاتلة والمروحيات. شافيز يحاول توجيه رسالة من خلال تعاونه العسكري مع الروس، وهي أنه إذا تعرضت لهجوم أميركي، فإن لديه طرفاً خارجياً يدعمه. وهناك من يرى في هذا التعاون أمراً لا يبعث على الاستغراب كون شافيز من البداية يرفض الأحادية القطبية والهيمنة الأميركية.

نعم للاتفاق النووي مع الهند":

هكذا طالبت "واشنطن بوست" في افتتاحيتها يوم أمس الجمعة، قائلة إن الاتفاق التاريخي لاستئناف التعاون في مجال الطاقة النووية مع الهند على وشك دخول حيز التنفيذ. وعلى رغم التحديات التي واجهها الاتفاق من قوى "اليمين" و"اليسار" داخل الهند، فإن رئيس الوزراء "مانموهان سينج" نجح في تأمين موافقة برلمانية على الاتفاق، كما وافقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على معايير سلامة جديدة للمنشآت النووية المدنية الهندية. وخلال الأسبوع الماضي وافقت 45 دولة هي أعضاء "مجموعة الموردين النوويين" على السماح للهند بشراء وقود نووي وتقنيات نووية، وذلك على رغم امتناع الهند عن التصديق على معاهدة حظر الانتشار النووي. الآن حان الدور على الكونجرس الأميركي كي يُقر الاتفاق. وحسب الإجراءات المتبعة، يجب على الكونجرس التصويت على الاتفاق بعد شهر من النظر في محتوياته، لكنّ المشرعين الأميركيين سيغادرون الكونجرس في إجازة تبدأ من 26 سبتمبر الجاري، ومن غير الواضح ما إذا كانت الدورة البرلمانية المقبلة ستثير الجدل حول الاتفاق، وعليه ما لم يمرر الكونجرس أو يسمح بتمرير قانون على أساسه يتم الإسراع أو بالأحرى التعجيل بالتصويت على الاتفاق النووي مع الهند، سيكون الأمر عرضة للتأجيل إلى أن تتولى الإدارة الأميركية الجديدة مقاليد الأمور، وأيضاً إلى أن ينعقد الكونجرس الجديد. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن التعاون النووي الأميركي- الهندي تم تعليقه منذ عام 1974 بعدما أجرت الهند أولى تجاربها النووية، لكن الوضع العالمي الآن قد تغير، وإدارة بوش تعي جيداً المكاسب التي ستحصل عليها جراء "شراكة استراتيجية" مع بلد ديمقراطي ينمو اقتصاده بسرعة كالهند. "الديمقراطيون" وهم أغلبية في الكونجرس، عليهم تمرير الاتفاق، خاصة أن "هاورد لي. بيرمان "رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وهو أحد المتشككين في الاتفاق يدعم الآن التعاون النووي مع الهند لكنه يعرض السياسات التي من شأنها تأجيج سباق تسلح نووي والاستخفاف بمعايير "حظر الانتشار"، وهو يريد من بوش أن يلتزم بوقف التعاون مع الهند في حال قيامها بتجريب سلاح نووي. الصحيفة لفتت الانتباه إلى الأهمية الاقتصادية بالنسبة للشركات الأميركية العاملة في مجال الطاقة النووية التي تستفيد من التعاون مع الهند، خاصة في ظل منافسة الشركات الروسية والفرنسية.

"لا خروج حتى الآن":

هكذا عنونت "نيويرك تايمز" افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي مستنتجة أن الرئيس بوش ليس لديه خطة لإنهاء الحرب في العراق، وأيضاً ليس لديه خطة جادة لتحقيق النصر في الحرب داخل أفغانستان. الرئيس بوش اختار الادعاء بتحقيق النجاح عبر تخفيض وتيرة العنف في العراق ورفض القبول بخيارات صعبة... هذه الاستنتاجات استشفتها الصحيفة من خطاب الرئيس بوش الذي ألقاه الثلاثاء الماضي بجامعة الدفاع الوطني. بوش كالقادة العراقيين الذين يريدون التحدث عن انسحاب الأميركيين، لكنهم لا يزالون يرفضون الدخول في تسوية سياسية، تضمن لهم السيطرة على الأمور بعيد رحيل القوات الأميركية.

إعداد: طه حسيب