"وجهات نظر": المسيري والإسكندرية -------------- في العدد الأخير من شهرية "وجهات نظر"، نطالع بعض دراسة بعنوان: "صهيونية المسيري... دراسة في المنهج"، وقد أوضح كاتبها فضل مصطفى النقيب أن المسيري عندما بدأ دراسة الحركة الصهيونية أدرك أن فهمها يحتاج إلى منهج جديد يبتعد عن الاستقطاب الأيديولوجي الذي سيطر على معظم الأبحاث الفكرية حول موضوع اليهود واليهودية في أوروبا والولايات المتحدة، وأن بناء ذلك المنهج يحتاج للإلمام بكل الحقائق المتعلقة بحياة الجماعات اليهودية في البلدان المختلفة، وكيف تطورت منذ التاريخ القديم إلى الأزمنة الحديثة. وهكذا اعتمد المسيري نموذج الجماعات الوظيفية، وهو النموذج المعرفي الذي أثبت قدرته على تفسير تاريخ الحركة الصهيونية، وقد بين من خلاله أنها كانت حركة رائدة في تكريس ممارسات الإلغاء والإقصاء والاستئصال، وأنها إضافة إلى الفاشية والنازية والستالينية، لم تكن حالات خاصة في مسيرة الحضارة الغربية، بل كانت تعبيراً عن تطور هذه الحضارة في اتجاه ما يسميه "العلمانية الشاملة" أو "العلمانية العدمية". وفي دراسة تنتمي إلى مجال النقد الثقافي، تطالع دينا حشمت رواية "رباعية الإسكندرية" الصادرة قبل أكثر من خمسين عاماً لكاتبها لورانس داريل. وكما تلاحظ حشمت، فإن تمثيل الإسكندرية في هذه الرواية، يصفها منقسمة بشكل واضح بين "المدينة الأوروبية" و"الحي العربي"، إلى حد يمكن القول معه إنهما عالمان منفصلان، فالأولى هي مدينة الكورنيش التي تطل فتارينها المشعة بالأنوار على البحر، بمقاهيها وشواطئها وشوارعها المرصوفة وأحيائها النظيفة وساحاتها وأماكنها العامة الجميلة. أما الحي العربي والذي يتميز بطبيعة أماكنه، فلا يستحق صفة "المدينية"، كما أن معظم المشاعر التي يتركها لدينا وصف الراوي لمظاهر الحياة فيه، سواء على مستوى الشم أو النظر أو السمع أو الطعم أو اللمس، هي في غاية السلبية. وتحت عنوان "الكتابة على الهواء"، تتناول سامية أبوزيد المواقع الأدبية والمنتديات الثقافية على الإنترنت، موضحة أن هذه المواقع والمنتديات تتفاوت في أهميتها وفقاً لعدة عوامل على رأسها عدد الأعضاء الكلي وكتلة الأعضاء النشطة، وتتفاوت أيضاً في مدى التزامها بأخلاقيات النشر الإلكتروني، فهناك بعض المنتديات الجادة التي تشترط في لوائحها الداخلية أن تكون صناديق الرسائل خاضعة للرقابة من قبل الإدارة. وبشكل عام فإنه تماماً مثل الدولة، تسلك رحلة المنتديات دورة الصعود والتمدد ثم الانهيار، ومثلها أيضاً في التوازن وفي الأحلام! ـــــــــــــــــــــ Foreign Affairs هموم الرئيس التالي قضايا سياسية عدة شملها العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن "مجلس العلاقات الخارجية الأميركي". فتحت عنوان" الرئيس التالي"، يرى "ريتشارد هلبروك" السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة، أن رئيس البيت الأبيض القادم، سيرث طائفة من التحديات لم يسبق لرئيس أميركي أن واجهها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأن أول ما يتوجب عليه أن يقوم به من أجل مواجهة هذه التحديات، هو العمل على إعادة صياغة شعور قومي بوحدة الهدف، وبقوة الأمة الأميركية، وقدرتها على مواجهة التحديات، وذلك بعد فترة من الانحراف والانكماش والأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الإدارة الحالية. على أن يعمل بعد ذلك على إعادة صياغة السياسات اللازمة لمواجهة التحديات التي تهدد الولايات المتحدة في الداخل والخارج. وتحت عنوان: "كيف نترك وراءنا عراقاً مستقراً؟"، يقول "ستيفن بيدل" الزميل الرفيع في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، إن سلسلة التطورات الإيجابية التي حدثت في العراق على مدار العام ونصف العام الماضي، تقدم زاداً للأمل بالنسبة للعديد من الأميركيين الذين يرغبون في إعادة جنودهم إلى الوطن، وإنه باتباع استراتيجية سليمة يمكن للرئيس الأميركي القادم أن يقلل من عدد القوات الموجودة في العراق، دون أن يؤدي ذلك إلى التأثير سلباً على الاستقرار هناك. وتحت عنوان "الاشتباك الاقتصادي الاستراتيجي"، يرى "هنري بولسون" وزير الخزانة الأميركي أن من بين أهم التحديات التي ستواجه الرئيس الأميركي القادم، التحدي الخاص بالاستراتيجية السليمة التي يجب على الولايات المتحدة انتهاجها لمواجهة الصعود الصيني على الساحة العالمية في العديد من المجالات، خاصة المجال الاقتصادي. وهو يرى أن اختيار تلك الاستراتيجية يعد أمراً في غاية الأهمية، لأن رخاء الولايات المتحدة ذاتها، سيعتمد على تعزيز الاندماج الصيني في المنظومة الاقتصادية العالمية، وذلك بدلاً من الاعتماد على الاستراتيجيات القديمة التي تقوم على مواجهة التنين الصيني بالقوة، فالاشتباك الإيجابي مع هذه القوة الصاعدة على كافة الأصعدة، وخصوصاً الصعيد الاقتصادي، هو الوسيلة الوحيدة لضمان نجاح الولايات المتحدة في التعامل معها.