أود الإشادة بمقال الدكتور عبدالحميد الأنصاري: "حراس الفضيلة... هيئات رسمية!" وسأعقب عليه بالتأكيد على ضرورة ترشيد العمل الدعوي الإسلامي حتى يكون محبِّباً للناس في الدين وليس منفراً لهم منه. فكثير ممن يتصدّون للدعوة والاحتساب في زماننا هذا يحتاجون إلى أن يفهموا منطق العصر، ويلمُّوا ببعض مبادئ فن الاتصال والعلاقات العامة. كما أن عليهم الاقتداء بالسلف الصالح وذلك بالامتناع عن إساءة الظن بالناس، أو التنصت عليهم في بيوتهم، أو ممارسة دور الأخ الأكبر على المارة في الشوارع. فكل ذلك إن كان بعض الدعاة والمحتسبين كانوا يفعلونه في القرون الوسطى فإن عصرنا هذا لم يعد يسمح به. بل لابد للدعوة من مقاربة وسطية تبرز أوجه التوسيع في الشرع لا التضييق، والتحبيب لا التبغيض، والترغيب لا الترهيب.