استقالة "غير مسؤولة" لفوكودا... و"ماكين" يجازف باختيار "بالين"

--------------

اختيار المرشح "الجمهوري" جون ماكين لسارة بالين لتكون مرشحة لمنصب نائب الرئيس، وتزايد عمليات "طالبان" في أفغانستان، واستقالة رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا، وأهمية الحفاظ على الماء في العالم... موضوعات نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية.

شريكة ماكين الخطرة

صحيفة "تورونتو ستار" الكندية أفردت افتتاحية لها لاختيار المرشح "الجمهوري" الأميركي جون ماكين لحاكمة آلاسكا سارة بالين لتخوض السباق إلى جانبه عن منصب نائب الرئيس. وفي هذا الإطار، رأت الصحيفة أن ماكين تنتظره مهام صعبة وكثيرة، ومن ذلك محاولة النأي بنفسه أمام الجمهور الأميركي عن تركة الرئيس جورج بوش، ومحو التصور "القاتل" المتمثل في أن ماكين لن يكون سوى استمرار لسيطرة "المحافظين الجدد" على البيت الأبيض على مدى السنوات الثماني الماضية، في وقت بات فيه معظم الأميركيين يريدون التغيير، بسبب الحرب "المكلفة وغير الضرورية" في العراق، وحقيقة أن مدبري هجمات الحادي عشر من سبتمبر مازالوا طلقاء، وعجز الاقتصاد، والسياسة الضريبية لبوش التي أضرت بالعمال العاديين. الصحيفة رأت أن متاعب ماكين ازدادت بعد انتقائه لبالين المثيرة للجدل. فعلاوة على قضية ابنتها المراهقة الحامل خارج إطار الزواج، تقول الصحيفة إن مؤهلاتها السياسية متواضعة، وتجربتها في السياسة الخارجية منعدمة، والمجلس التشريعي لآلاسكا يبحث حالياً ما إن كانت قد مارست ضغوطاً على مسؤول في الولاية حتى يستقيل بعد أن رفض طرد شرطي كان طلق أختها. ورأت الصحيفة أن ماكين، باختياره بالين، إنما راهن على أن جاذبيتها تجاه قاعدة الحزب "الجمهوري" والنساء ستفوق وتتجاوز نقاط ضعفها؛ والحال أن عدداً متزايداً من الأسئلة تثار حول صواب اختياره ومدى صلاحيتها للمنصب، لتذهب إلى أنه يجب على ماكين أن يُطمئن الناخبين بأن بالين مؤهلة بالكامل لمنصب نائب الرئيس.

ضرورة الرد على "طالبان"

صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على الكمين الذي نصبته "طالبان" لقوات "الناتو" مؤخرا في إقليم أوروزجان بأفغانستان، وأصيب فيه تسعة من القوات الأسترالية، إصابة أحدهم خطيرة. وفي هذا السياق أوضحت الصحيفة أن عدد جنود "الناتو" والقوات الأميركية الذين يُقتلون في المعارك ارتفع بأكثر من الثلث على مدى السنوات الثلاث الماضية مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وفي قراءتها الخاصة، رأت الصحيفة أن "طالبان" استغلت التزام "الناتو" المتردد، وانشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية، والأزمة السياسية في باكستان المجاورة، وأصبحت أكثر مهارة في تحميل قوات التحالف مسؤولية الإصابات المدنية واستعمال الانتحاريين لخلق جو من انعدام الأمن، لتخلص إلى أن الوضع في أفغانستان بات يشبه الحرب في العراق. ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن ثلث الـ53 ألف جندي التابعين لـ"الناتو" فقط يخوضون المعارك، بسبب خوف الكثير من البلدان الأوروبية على سلامة جنودها. ولكنها رأت أن ترقية الجنرال ديفيد بترايوس من قائد قوات التحالف في العراق إلى قائد القيادة الوسطى الأميركية، المسؤولة عن أفغانستان كذلك، أمر يبعث على الأمل، على اعتبار أن بترايوس، علاوة على كونه "المهندس" الرئيسي لزيادة عديد القوات الأميركية في العراق، أشرف على تدريب الجنود وأفراد الشرطة العراقيين، إضافة إلى إنشاء ميليشيات من المواطنين (مجالس الصحوة). واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن زيادة في عديد القوات على شاكلة ما شهده العراق، إضافة إلى مضاعفة جهود الإعمار وتدريب قوات الأمن المحلية، من شأنهما أن تساعدا الحكومة الأفغانية كثيراً، و"تُظهرا للشعب الأفغاني أن الغرب لن يتنصل هذه المرة".

اليابان... استقالة فوكودا

صحيفة "جابان تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية لإعلان رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا استقالته خلال مؤتمر صحافي تمت الدعوة إليه بسرعة مساء الاثنين الماضي، في سيناريو يذكِّر باستقالة سلفه شينزو آبي قبل عام تقريباً، حيث أعلن "آبي" حينها أن فشله في لقاء زعيم الحزب الديمقراطي الياباني إيشيرو أوزاوا حول موضوع تزويد القوات البحرية اليابانية المهمة الدولية في المحيط الهندي بالوقود هو العامل الرئيسي الذي دفعه إلى الاستقالة. وبعد أن ذكَّرت بأن آبي تعرض لانتقادات لاذعة لتصرفه على نحو غير مسؤول لأن العديد من الناس لم يفهموا كيف يمكن أن يكون الفشل في إقناع زعيم معارضة بالمشاركة في اجتماع مبرراً لاستقالة رئيس للوزراء، قالت الصحيفة إن استقالة فوكودا يمكن وصفها أيضاً بـ"العمل غير المسؤول" لأنها تأتي بعد شهر واحد فقط على التعديل الحكومي الذي قام به من أجل تيسير تنفيذ أجندته السياسية، ولاسيما في وقت كان يتعاطى فيه مع مواضيع مهمة مثل إعادة هيكلة نظام المعاشات وإخراج الاقتصاد الياباني من التباطؤ المحدق.

الحفاظ على الماء الصالح للشرب

سلطت افتتاحية لصحيفة "ذا هيندو" الهندية الضوء على الدعوة التي صدرت عن العلماء والمسؤولين الحكوميين وممثلي المجتمع المدني الذين التقوا مؤخراً في العاصمة السويدية ستوكهولم بمناسبة "الأسبوع العالمي للماء" لحماية موارد الماء في العالم؛ حيث تم دق ناقوس الخطر والتحذير من أن كميات الماء الصالح للشرب في العالم تتعرض لضغط كبير. الصحيفة اعتبرت أن الرسالة الموجهة إلى الحكومات هي ضرورة الرد بسرعة عبر مخططات عملية؛ ورأت أن الأولوية يجب أن تتمثل في ترشيد استعمال الماء في الزراعة التي تعد أكبر مستهلك للماء (حيث نقلت عن بيانات كُشف عنها في مؤتمر ستوكهولم أن كيلوجراماً واحداً من القمح يحتاج إلى 1000 لتر من الماء من أجل زراعته). واعتبرت أن ترشيد استعمال الماء في الزراعة المروية من شأنه أن يوفر مزيداً من الماء للناس، موضحة على سبيل المثال أن كمية الماء التي تضيع بسبب التبخر سنوياً يمكن أن تصبح بحلول منتصف القرن ضعف المستوى الحالي تقريباً والمتمثل في 7130 كيلومتراً مكعباً، مضيفة أن التحدي المطروح أمام جميع البلدان هو ترجمة تحسن الوعي إلى سياسات فعالة تحافظ على الماء.

إعداد: محمد وقيف