يعود رمضان علينا والحمد لله، وقد تغيرت الأحوال حيث كنا في انتظار تغيرها منذ عقود طويلة، والحمدلله تحققت دعوات المسلمين وصلح الحال في بلادهم. فقبل دخول الشهر الكريم، استوعب برويز مشرف أنه ثقيل على صدور شعبه، فسلّم أمره لإرادة الشعب وقبِل أن يبتعد عن الحكم، وإن شاء الله سيتغير الحال في باكستان لتبدأ السير على طريق التقدم ومنافسة الهند والانضمام للدول المتقدمة والخروج من صفوف الدول المتخلفة. ذهب مشرف، ليس بإرادة أميركية وإنما بإرادة محلية، وهو خبر مفرح حيث تحولت شعوبنا إلى قوة ضاربة لها القدرة على إزاحة رؤساء الدول. ولعل أميركا تفهم من ذلك أن الحال تحول وأنها لم تعد قادرة على إزاحة الرؤساء، وليذهب كابوس العراق من عقول حكوماتنا! الحمد لله الذي لا يحمد سواه، لقد هبت نسائم الفرحة علينا عندما علمنا أن إخوتنا في فلسطين استوعبوا أن الفرق المتقاتلة لم يعد لها مكان، فالتحم الجميع تحت راية وزيرة الخارجية الأميركية وأدركوا، بعد غياب العقل لعقود طويلة، أنها من الأقليات السود وأنها عازمة على تسجيل تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، وستقف مع العرب. وقد لاحت بشائر الخير بوقف القتال بين الأشقاء والحمد لله، فجاءت الخطوة قبل أن يفنى الأشقاء في قتالهم لأجل استرجاع أرض فلسطين، والحمد لله فقد تجردوا من كل مغريات السلطة. في لبنان تحول الحال بسرعة الريح، فالبيان الحكومي صدر بسرعة فائقة، وكانت شهور بسيطة لكي يكتبوا بيانهم، وكنا نعتقد أنه سيستغرق سنوات، لكن يبدو أنهم تعلموا الدرس فسارعوا إلى الاتحاد والتوحد (لا اقصد مرض التوحد)، فعقولنا والحمد لله سليمة وذكاؤنا متقدم، وهي ميزة عربية تميزنا عن باقي شعوب الأرض، وهذا ما جعلنا نتقدم ونحسم قضايانا بسرعة فائقة. أما في العراق فهناك تحول جذري نحو الاستقلال، فالقوات الأميركية في طريقها للخروج والاتفاقية العسكرية لن توقع حيث كان الموقف العراقي صلباً، وبصفة خاصة عندما طلب المعاملة بالمثل، وهو تحول كبير حيث نتمنى أن نرى قواعد عسكرية عراقية ترفع أعلامها على الأرض الأميركية إذا ما أصر أشقاؤنا في العراق على مطالبهم الوطنية. وفي الجزائر انتهت أعمال العنف والعصيان وتم القضاء على كل عصابات التخريب، وسوف توجه كل الطاقات لتطوير الاقتصاد الوطني، وهو إنجاز كبير كنا في انتظاره منذ عقود. أما في خليجنا الباسل، فقد انهينا سوء الفهم بيننا وبين إيران وتعلم إخواننا في الدين أن الدول الصغيرة لم تعد صغيرة، فهي دول تنتمي إلى منظومة تعاونية كبيرة تملك القوة لسحق أي هجوم خارجي، ولم تعد هناك حاجة إلى قوات أجنبية، حيث كل شيء على ما يرام، خصوصا وقد قبلت إيران بإعادة الجزر الإماراتية المحتلة خوفاً من التحكيم الدولي الذي ربما يكشف حقائق تاريخية تعود سلباً على طهران. أما فضائياتنا فقد اتفقت على أن المسلسلات الرمضانية يجب أن توجه لبناء الأخلاق، وقرر مسؤولونا أن يطلقوا الإبداع العربي لكي يقتلوا الإبداع التركي خصوصاً في مسلسل نور، فهو مسلسل ثقيل لا يشاهده أحد في بلادنا. يبدو لنا أن الحال تغير فالعقل تغير، وهي نعمة حيث كان تغيره جذرياً فأصبحنا لا نفكر في هموم المستقبل، فنحن شعب مسلم يستجيب الله لكل دعواتنا، ولسنا بحاجة إلى أن نجتهد ونعمل، فالعمل من نصيب غيرنا الذين يخدموننا لأننا شعب الله المختار! أشياء كثيرة تغيرت دون أن نعي التغير والحمد لله أن عاد علينا رمضان ونحن بأتم حال وكل عام وانتم بخير، وعسى الله أن لا يغير الحال!