روسيا "ليست أوروبية"... وفجوة بين الصينيين واليابانيين

هوة متنامية بين روسيا والغرب، وكندا تسعى إلى تعزيز سلطتها على مناطقها القطبية، واليابانيون متشائمون من مستقبل علاقاتهم بالصين،  وانتكاسة في أزمة برنامج بيونج يانج النووي... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية..

"روسيا ليست أوروبية":

تحت عنوان "روسيا والغرب يفترقان"، خصص "جورجي شوبفون" مقاله المنشور يوم أمس بـ"ذي موسكو تايمز" الروسية لطرح استنتاج مفاده أن الأحداث التي شهدتها الأسابيع القليلة الماضية، تكشف بوضوح أكثر من أي وقت مضى أن روسيا ليس لها مكان في أوروبا. الكاتب، وهو عضو البرلمان الأوروبي عن المجر، يرى أن غزو جورجيا والاستخدام غير المناسب للقوة، وتدمير البنى التحتية في جورجيا ثم الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا لدليل على أن روسيا ليست أوروبية وليست لديها رغبة في أن تكون أوروبية. استجابة روسيا لكثير من المشكلات عادة ما تكون باستخدام القوة، وخلال المائة عام الماضية غزت روسيا كل جيرانها، وما يبعث على الدهشة، هو أن روسيا إبان القرن العشرين- عندما كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي- عانت كثيراً من العنف، وفقدت 20 مليونا من أبنائها. أوروبا لا تلجأ إلى العنف إلا كملاذ أخير، أي بعد استنفاد طرق أخرى كالمفاوضات واللجوء إلى المنظمات الدولية، وهذا عنصر مهم في التفكير الأوروبي، وهذا غير موجود لدى روسيا. وحسب "شوبفون"، فإن اعتراف موسكو باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية يتناقض مع الموقف الروسي الرافض لاستقلال كوسوفو، وهذا ما ينعكس سلباً على روسيا، لا سيما وأن لديها أقاليم تطالب بالانفصال.

كندا والقطب الشمالي:

في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، سلطت "تورنتو ستار" الكندية الضوء على موقف رئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" الذي ينوي تمديد سلطة بلاده القانونية على المحيط القطبي الشمالي، بحيث يكون لزاماً على السفن الأجنبية أن تعطي إشارة إلى حرس السواحل الكندية عند اقترابها من المياه القطبية الكندية، وبحيث يكون للدورات البحرية الكندية العمل في نطاق 200 ميل بحري، بدلاً من 100 ميل تعمل في نطاقها الآن. "هاربر" قال أثناء قيامه بجولة بحرية قطبية استغرقت ثلاثة أيام: "نحن نبعث برسالة للعالم مفادها، إذا كنت في المياه القطبية الكندية، فعليك أن تلتزم بالقواعد الكندية". رئيس الوزراء الكندي صرح أيضاً أن بلاده خصصت 100 مليون دولار لرسم خرائط تحدد ثروات القطب من النفط والغاز والثروات المعدنية.الصحيفة رحبت بتصريحات "هاربر" التي يؤكد فيها على سلطة بلاده القانونية والعلمية ومصالحها التجارية في القطب الشمالي، خاصة المنطقة الشمالية الغربية والرصيف القاري. وتجدر الإشارة إلى أن "هاربر" كشف العام الماضي عن خطط تهدف إلى إرساء قواعد عسكرية في المنطقة القطبية وتدشين ميناء في "نانسيفيك" بجزيرة "بافين". القوات البحرية الكندية ستنفق 3 مليارات دولار من أجل تسيير دوريات بحرية قادرة على كسر الجليد، ناهيك عن خطط ينوي "هاربر" تفعيلها لتشغيل كاسحات جليد ثقيلة، وتصل تكلفة هذه الخطط 720 مليون دولار.

مراوغات كوريا الشمالية:

في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، سلطت "جابان تايمز" اليابانية الضوء على موقف كوريا الشمالية الأخير المتمثل في التوقف عن تجميد نشاطها النووي في مفاعل قوته خمسة آلاف كيلووات وفي منشأتين نوويتين آخريين في "يونجبون"، وأنها ستعيد النظر في أنشطة إنتاج البلوتونيوم. كوريا الشمالية بررت موقفها الأخير بأنه يأتي رداً على موقف الولايات المتحدة التي أجلت شطب كوريا الشمالية من اللائحة الأميركية للبلدان الراعية للإرهاب. الصحيفة ترى أن على كوريا الشمالية أن قرارها الأخير يتسم بالأنانية، وأنه سيعمق من عزلتها. وتجدر الإشارة إلى أن بيونج يانج وافقت أثناء المحادثات السداسية في أكتوبر 2007 على وقف العمل في مفاعل "يونجبون" بحلول نهاية ديسمبر 2007 وأن تقدم في الوقت نفسه إعلاناً كاملاً عن كل برامجها النووية، على أن تشطب واشنطن بيونج يانج من لائحة الإرهاب، لكن كوريا الشمالية لم تلتزم بمواعيد "السداسية"، ومع ذلك تتهم بيونج يانج واشنطن بعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في أكتوبر الماضي، غير أن واشنطن أجلت شطب كوريا الشمالية من لائحة البلدان الداعمة للإرهاب كي يتسنى التحقق من التقارير التي قدمتها كوريا الشمالية حول أنشطتها النووية، وإلى الآن لم تستكمل بيونج يانج هذه التقارير.

فجوة صينية- يابانية:

في مقاله المنشور بـ"تشينا ديلي" الصينية يوم أمس الاثنين، سلط "جاو هونج" الضوء على استطلاعات الرأي التي ترصد رؤية الصينيين لليابانيين والعكس. الكاتب، وهو باحث بأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، حاول رصد نتائج استطلاع سنوي أجرته مؤسسات إعلامية صينية ويابانية منها "أورينتال أوتلوك" التي تصدر عن وكالة "شينخوا" الصينية و"يوموري تشمبيون". نتائج الاستطلاع تشير إلى وجود فجوة بين الصينيين واليابانيين تتعلق بالتفاهم المشترك، على سبيل المثال 67% من الصينيين ينظرون للعلاقات الصينية- اليابانية على أنها جيدة، بينما يرى 29% منهم أن هذه العلاقات غير جيدة. وبالنسبة لليابانيين فينظر 36% منهم إلى علاقات طوكيو ببكين على أنها جيدة بينما يعتبر 57% من اليابانيين أن هذه العلاقات غير جيدة. هذه الأرقام تشي بأن ثقة اليابانيين في علاقاتهم بالصين لم تزدد إلا قليلاً منذ زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى الصين عام 2006. عامة الصينيين يتبنون القيم السياسية للحكومة الصينية وذلك بدرجة أكبر من اليابانيين الذين لا يميلون كثيراً للسياسة، وعادة ما يتشككون في سياسات حكومتهم الخارجية. وحسب الاستطلاع ينظر 57.4% من اليابانيين إلى الصين كقوة عسكرية صاعدة. ويراها 21.7% كبلد يعيد تفعيل الثقافة التقليدية، في حين يدعم 72.9% من الصينيين سياسة إحياء الثقافة التقليدية، ويرى 42.6% منهم أن يدعموا الحكومة في سياساتها الخاصة بحماية البيئة. لكن لماذا يتشاءم اليابانيون حيال مستقبل علاقاتهم بالصين؟ ربما يعود السبب إلى رواسب تاريخية تتمثل في الدور الذي لعبته اليابان في شرق آسيا خلال القرن الماضي. اللافت أيضا في نتائج الاستطلاع أن 38% من اليابانيين يرون أن التنمية الاقتصادية في الصين لها آثار سلبية على اليابانيين وهذه النسبة تزداد بنسبة 2% سنوياً، في حين يرى 23% من اليابانيين أن هذه التنمية نقطة إيجابية، لكن هذه النسبة تتراجع سنوياً بمعدل 2%.

إعداد: طه حسيب