الإسرائيليون يفضلون "ماكين"... وأسهم "البرغوثي" في ازدياد أهمية مروان البرغوثي في توحيد الصف الفلسطيني والدفع باتجاه عقد اتفاق سلام مع إسرائيل، واجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مع نظيره الأميركي روبرت جيتس في واشنطن، ومتاعب إيهود أولمرت مع المحققين، وزيارة باراك أوباما إلى إسرائيل... مواضيع نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. البرغوثي فرصة الفلسطينيين والإسرائيليين: في مقالها المنشور يوم الجمعة الماضي من صحيفة "هآرتس"، جادلت الكاتبة والمحللة السياسية الإسرائيلية جو-آن مورت بأن مروان البرغوثي، المسجون في إسرائيل، هو الشخص القادر على مساعدة إسرائيل في المفاوضات مع شريك فلسطيني يستطيع تأمين السلام نظراً لقدرته على التأثير على الشارع الفلسطيني، والمساعدة على إعادة بناء المعسكر الوطني الفلسطيني الذي يؤيد فكرة الدولتين، والتسويق لاتفاق نهائي، معتبرة أن من شأن الإفراج عنه أن يساعد على تعبيد الطريق للرئيس الأميركي المقبل لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. أما عن أسباب هذا الاختيار، فهو أن نهاية ولاية الرئيس محمود عباس قد أزفت، وأن هذا الأخير أعلن أنه لا ينوي الترشح للرئاسة مرة أخرى، هذا بينما أعلن البرغوثي أنه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة لخلافة عباس، سواء من السجن أو من خارجه. وإضافة إلى ذلك، شددت "مورت" على الشعبية الواسعة التي يتمتع بها البرغوثي في أوساط الفلسطينيين، مشيرة إلى استطلاع للرأي للمركز الفلسطيني للرأي العام أجري في يونيو الماضي وكشف أن 42.8 في المئة من الفلسطينيين يفضلون البرغوثي كمرشح للانتخابات الرئاسية على هنية الذي لم يحصل سوى على 18.1 في المئة من الدعم. وإلى ذلك، ذكَّرت الكاتبة بأن الكثير من الفلسطينيين أعربوا، تزامناً مع أسر الجندي الإسرائيلي من قبل "حماس"، عن دعمهم لوثيقة مشتركة صدرت عن سجناء فلسطينيين من "فتح" و"حماس" تدعو الى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل داخل حدود ما قبل 1967، موضحة أن البرغوثي هو الذي أشرف على مناقشة تلك الوثيقة مع سجناء "حماس"، وأن الوثيقة تعد الأولى من نوعها التي تدعو الى حل الدولتين وموقَّعة من قبل شخصيات قيادية في "حماس"، إضافة إلى البرغوثي وآخرين من "فتح". إيهود باراك في واشنطن صحيفة يديعوت أحرونوت علقت على الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى الولايات المتحدة، وتميزت بالاجتماع الذي عقده مع نظيره الأميركي "روبرت جيتس" يوم الاثنين في مقر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون". وخلال هذا اللقاء، تقول الصحيفة، دعا باراك الإدارة الأميركية إلى تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وحث مضيفه الأميركي على "الإبقاء على كل الخيارات مفتوحة". وحسب الصحيفة، فإن هذا اللقاء يأتي بعد عدد من التصريحات التي كان قد أدلى بها خلال الأسابيع الأخيرة الوزير "جيتس" ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولن ضد فكرة تنفيذ عملية عسكرية أميركية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية. وتقول الصحيفة إن الأدميرال "مولن" حضر جانباً من الاجتماع بين وزيري الدفاع الأميركي والإسرائيلي؛ وإن "جيتس" و"مولن" يعتقدان أن الولايات المتحدة يجب ألا تدخل نفسها في جبهة ثالثة في وقت مازالت تخوض فيه حربين في العراق وأفغانستان، وهو رأي تشاطره وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وأمام هذا الرفض الأميركي، تقول الصحيفة، فإن إسرائيل تحرص في المقام الأول على الحصول على دعم لوجستي من الولايات المتحدة، مما سيسمح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية بمفرده ضد إيران "إذا دعت الحاجة إلى ذلك". وحسب الصحيفة، فإن زيارة المسؤول الإسرائيلي شملت أيضاً لقاء مع الوزيرة "رايس"، ثم لقاء آخر مع مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي أمس الثلاثاء. أولمرت "المشتبه فيه" صحيفة "هآرتس" انتقدت ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين الماضي الطريقة التي تعامل بها إيهود أولمرت مع المحققين معه على خلفية الاشتباه في تلقيه رشى من رجل أعمال أميركي يهودي. الصحيفة استهلت افتتاحيتها بالقول إن على أولمرت، وهو المحامي الدارس للقانون، إدراك أن أي شخص لا ينصاع لقواعد وتنظيمات مجتمع يقوم على حكم القانون هو شخص يشجع على الفوضى، معتبرة أن المجتمع والدولة والدستور أقوى وأهم من أي فرد؛ والحال أن أولمرت، حسب الصحيفة، يهدد -وهو في طريقه إلى الخروج وبدون إظهار سلوك جدير برجال الدولة- المؤسسات التي بدونها لن تكون ثمة حياة ديمقراطية في إسرائيل. وفي هذا الإطار، اعتبرت الصحيفة أن هجوم أولمرت على المستشار القانوني للحكومة "مناحيم مزوز"، والمدعي العام "موشي لادور"، ورئيس قسم التحقيقات في الشرطة الإسرائيلية الجنرال "يوحنان دانينو"، لن يساعد رئيس الوزراء وإنما سيقوض ثقة الجمهور الضرورية لعمل المحققين والمدعين والمحاكم. وإلى ذلك، قالت الصحيفة إن أولمرت، وعلى غرار أي مواطن، يستحق ظروف وإجراءات المحاكمة العادلة؛ ولكنه وخلافاً لأي مواطن، يستغل حصانته للتدخل في العملية؛ فهو الذي "يقرر بخصوص تاريخ التحقيق وطوله ووتيرته". وبذلك، تقول الصحيفة، يكون أولمرت قد أثبت أن منتقديه كانوا على حق حين قالوا إنه لا يستطيع أن يَحكم ويُحقق معه في الوقت نفسه. "زيارة خاطفة لأوباما" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" يوم الخميس افتتاحية علقت خلالها على الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي المرشح "الديمقراطي" للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما إلى إسرائيل ضمن جولة دولية شملت أوروبا والشرق الأوسط. الصحيفة ركزت بالخصوص على الشعبية الواسعة التي يتمتع بها أوباما خارج الولايات المتحدة، حيث أشارت على سبيل المثال إلى نتائج استطلاع للرأي لمؤسسة "بيو جلوبال" كشف عن أنه لو كان بمقدور الناخبين الفرنسيين أن يقرروا نتيجة الانتخابات، لتغلب "أوباما" على غريمه "الجمهوري" جون ماكين بـ84 مقابل 33 في المئة. وبالمقابل، تقول الصحيفة، فإن الإسرائيليين يفضلون ماكين على أوباما بـ36 في المئة مقابل 27 في المئة. أما في أميركا، فيتقدم أوباما على ماكين بنحو 5 نقاط مئوية؛ ويقول 65 في المئة من اليهود الأميركيين إنهم يعتزمون التصويت له. بيد أن الصحيفة شددت على أن معظم الناخبين الأميركيين لا يعرفون كثيراً مواقف المرشحين بخصوص السياسة الخارجية ولا يكترثون لها؛ وأن ما يهمهم في المقام الأول هو الاقتصاد، مضيفة أن الأخبار حول حرائق الغابات في كاليفورنيا تهمهم أكثر من سعي إيران إلى أن تصبح قوة نووية. وإذا كانت الصحيفة قد أقرت بأنه كان من الضروري بالنسبة لأوباما الظهور كأنه يستطيع التصرف بثقة على الساحة الدولية، فإنها استبعدت بالمقابل أن تكون السياسة الخارجية هي الموضوع الذي سيحسم نتائج انتخابات نوفمبر المقبل. إعداد: محمد وقيف