أعتقد أن كل من قرأ مقال الدكتور سعد بن طفلة العجمي: "الروافض والنواصب" يقرُّ بصحة ما جاء فيه. فما زالت قطاعات من أمتنا الإسلامية مبتلاة بضيق الأفق والتعصُّب المذهبي، ولذلك مازلنا نسمع مثل ذلك التنابز المذهبي المؤلم في بعض وسائل الإعلام وعلى نطاق واسع على شبكة الإنترنت. والعجيب أن علاج هذا الداء موجود بأكمله في تراثنا وقيمنا وديننا، دون يستفيد منه كثيرون. فمن شيم العرب التسامح، ومن مبادئ الإسلام احترام حقوق الناس في اختيار معتقداتهم ومذاهبهم دون أن يكون لأحد الحق في تجريحهم أو ذمهم بها. كما أن علماءنا الأوائل أرسوا قواعد وأسس ثقافة أدب الاختلاف، فكانت عندهم محددات للتعاطي مع الآخر الديني والمذهبي، هي ما يعرف بآداب البحث والمناظرة، وكلها تحث على احترام الآخر والأخذ والعطاء معه بأسلوب الأدب جم، والتسامح الكامل، والحجة البالغة. منصور زيدان - دبي