إيران تلعب على تباينات "الكبار"... وتعاون صيني- روسي في مجال الطاقة

جديد التعاون بين موسكو وبكين، والنفط الإيراني يشكلان تحدياً سياسياً للصين، وعلاقات عسكرية بين تركيا وكوريا الجنوبية، وأوباما إذا فاز بالرئاسة الأميركية، سيُتعب قادة العالم... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

اتفاق صيني- روسي:

خصصت "تشينا ديلي" الصينية افتتاحيتها ليوم أمس الاثنين للتعاون الصيني- الروسي في مجال الطاقة. وتحت عنوان "اتفاق يربح منه الجميع"، أشارت الصحيفة إلى أن بكين وموسكو واصلتا صمتهما عن تفاصيل الاتفاق الذي تسعيان إليه في قطاع الطاقة، وذلك ضمن جولة مفاوضات بدأت الأسبوع الماضي في بكين، هي الأولى من نوعها، أجراها نائب رئيس الوزراء الروسي مع نظيره الصيني، وأعلنا خلالها أنهما حققا خطوات مهمة على صعيد التعاون الثنائي في مجال الطاقة. بكين تأمل أن يحقق هذا التعاون نتائج إيجابية في مسائل من بينها تجارة النفط والصناعات الكيمياوية وتدشين أنابيب للنفط والغاز. وحسب الصحيفة، يبدو أن روسيا بصدد تغيير سياساتها الخاصة بتصدير الطاقة، إذ اتفق الصينيون والروس أثناء زيارة قام بها فلاديمير بوتين إلى الصين عام 2006، على أن التعاون في مجال الطاقة جزء مهم من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومن ثم ربما توجه موسكو أنظارها صوب منطقة "آسيا- الباسفيك"، وذلك بدلاً من دول الغرب، كي تضمن أسواقاً لما تمتلكه من مصادر طاقة، خاصة أن 85% من صادرات روسيا النفطية والغازية تتجه إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. التعاون في قطاع الطاقة قضية على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للعلاقات الصينية- الروسية، فموسكو ستجد عبر هذا التعاون سوقاً جديداً لنفطها، في حين تجد الصين في التعاون مع روسيا مُورِّداً جديداً للطاقة. روسيا هي ثامن أكبر شريك تجاري بالنسبة للصين، بينما الأخيرة هي ثالث أكبر شريك تجاري لروسيا، علماً بأن الصين هي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وروسيا هي أكبر مُصدر للنفط في العالم. وفي ظل التقارب السياسي والجغرافي بين البلدين، خاصة بعد حل بعض النزاعات الحدودية وإجراء مناورات عسكرية مشتركة، وتنامي التبادل التجاري بين البلدين، ستتوافر للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة مظلة آمنة تضمن للطرفين الاستفادة من اتفاقاتهما الخاصة بمصادر الطاقة.

"بدائل للنفط الإيراني":

هكذا عنون "مايكل ريتشاردسون" مقاله المنشور في "جابان تايمز" يوم الجمعة الماضي، مستنتجاً أن إيران تسعى إلى استهلاك مزيد من الوقت في التفاوض حول برنامجها النووي، بينما تواصل برنامجاً سرياً لإنتاج القنبلة النووية، وتستمر في استغلال التباينات القائمة بين القوى الدولية الكبرى تجاه هذه الأزمة. وضمن هذا الإطار، تأتي علاقات روسيا والصين بإيران، خاصة في مجال الطاقة والتجارة والاستثمار وصفقات السلاح. ولأن روسيا تتمتع بوفرة نفطية، فلها مصلحة في تأجيج أزمة إيران النووية؛ لأن ذلك سيشغل الولايات المتحدة، وسيرفع أسعار النفط. أما بالنسبة للصين، وهي من أكبر مستوردي النفط، فتعاني طوال الأشهر الاثني عشر الماضية من ارتفاع أسعار الخام، مما يفاقم مشكلة التضخم ويجبر الحكومة الصينية على انتهاج سياسات لا تحظى بشعبية كرفع أسعار الكهرباء والجازولين والديزل. غير أن الصين ستمضي في تطبيق خطط مرحلية لتعزيز أمنها في مجال الطاقة، خاصة أن الصين تستورد أكثر من نصف استهلاكها النفطي، ومن المتوقع أن تستورد الصين 80% من احتياجاتها النفطية بحلول عام 2030.
"ريتشاردسون"، وهو خبير في الطاقة والأمن بمعهد جنوب شرق آسيا للدراسات الآسيوية في سنغافورة، أشار إلى أن معظم واردات الصين النفطية تأتي الآن من الشرق الأوسط وأفريقيا والخليج العربي، وهذا أمر غير مألوف في الصين التي كانت حتى عام 1993 مكتفية ذاتياً من النفط. والاعتماد الصيني المكثف على هذا الخام جعلها أكثر اهتماماً بالشرق الأوسط وأفريقيا، وأصبحت بكين مهتمة بسلامة الخطوط البحرية التي تنقل النفط إليها عبر منطقة جنوب شرق آسيا. 45% من واردات النفط الصينية تأتي من الشرق الأوسط، و30% منها يأتي من أفريقيا، علماً بأن أكبر بلدين يوردان النفط إلى الصين هما السعودية التي تساهم بما نسبته 16% من واردات الصين النفطية، وإيران بالنسبة نفسها تقريباً. صحيح أن بكين توازن في علاقتها بين إيران من جهة ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، لكن هذا التوازن يصعب الإبقاء عليه في المستقبل، فثمة تنبؤات مفادها أنه بحلول عام 2015 ستستورد الصين 70% من وارداتها من الشرق الأوسط، بعد أن كانت المنطقة تصدر لها 44% فقط من احتياجاتها النفطية، ومن المتوقع أن معظم الزيادة ستأتي من دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما وأن هذه الدول تشهد تطوراً في إنتاجها النفطي، بينما إيران مقيدة بسياسات سيئة ومهددة بعقوبات تحرمها من الحصول على استثمارات أو حتى تقنيات غربية متطورة.

تعاون عسكري بين سيول وأنقرة:

خصص "كي جي هيان" تقريره المنشور يوم أمس في "كوريا هيرالد" لرصد زيارة وزير الدفاع الكوري الجنوبي إلى أنقرة التي تمتد ثلاثة أيام، يلتقي خلالها نظيره التركي، من أجل إجراء محادثات حول تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين. تركيا الآن أكبر مستورد للمعدات العسكرية الكورية الجنوبية، خاصة مدافع "الهاوتزر ذاتية الدفع من طراز K-9" وطائرات التدريب من نوع (K-T1)، وفي مايو الماضي وقع البلدان مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري. وتجدر الإشارة إلى أن قوات تركية قوامها 14 ألف جندي، شاركت في الحرب الكورية خلال الفترة من 1950-1953 تحت القيادة الأميركية.

"أوباما والعالم":

اختارت "تورنتو ستار" الكندية، هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها المنشورة يوم السبت الماضي، معلقة على جولة أوباما الخارجية، التي تطرق خلالها إلى "المصير المشترك" لافتاً إلى أنه إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة فسيتخلى عن الأساليب الأحادية لجورج بوش، وسيعاود اللحاق بالمجتمع الدولي. أوباما قال أثناء زيارته ألمانيا: "لا توجد تحديات ضخمة لعالم يقف صفاً واحداً". الصحيفة ترى أن ذلك تطوراً مهماً، لكنه يأتي على حساب قيادات دولية، وإذا أخذنا أفغانستان، على سبيل المثال، فإنه إذا طلب الرئيس بوش من الألمان أو الفرنسيين إرسال مزيد من القوات إلى هذا البلد، فسيكون من السهل عليهم رفض هذا الطلب، فبمقدور الفرنسيين والألمان الإشارة إلى أن قرار بوش غزو العراق عام 2003 صرف الانتباه عن أفغانستان، ويطالبونه بمعالجة الفوضى داخل العراق. لكن إذا طلب "أوباما" من الألمان والفرنسيين إرسال قوات لأفغانستان، فكيف سيكون ردهم؟ وهل يستطيعون الرفض؟ والأمر نفسه بالنسبة للاحتباس الحراري، فبوش الذي رفض بروتوكول "كيوتو" لن تكون عنده صدقية عندما يطالب الهند والصين باتخاذ خطوات للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، لكن أوباما ستكون لديه سلطة أخلاقية للضغط على كبار الملوثين لخوض معركة التغير المناخي. صعود أوباما واحتمال وصوله إلى البيت الأبيض قد يلقى ترحيباً من العالم، لكنه سيجعل الحياة أكثر صعوبة لبعض قادة العالم.

إعداد: طه حسيب