"المتابعة" ورقة ضغط على الخرطوم... وأسئلة مُعلّقة حول "نووي" بيونج يانج

-----------------
قرار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية توجيه لائحة اتهامات إلى الرئيس السوداني، واتهام أجهزة الاستخبارات الباكستانية بالتورط في أعمال عنف في أفغانستان، و"الفيتو" الروسي ضد قرار لمجلس الأمن بفرض عقوبات على رئيس زيمبابوي... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية.
----------------

الضغط على الخرطوم

نشرت صحيفة "هيرالد تريبيون" افتتاحية خصصتها للتعليق على قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية توجيه اتهامات للرئيس السوداني بارتكاب جرائم إبادة جماعية. وحسب الصحيفة، فإن المدعي العام طلب من هيئة المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة إصدار مذكرة اعتقال، حيث يزعم بأنه يتوفر على "أدلة قوية جداً" على أن الرئيس السوداني "يتحكم في كل شيء -الجنرالات والمخابرات والوزراء ووسائل الإعلام"، ويعطي -بزعمه- أوامر مباشرة لميليشيا الجنجويد المتهَمة بارتكاب أعمال القتل في حق المدنيين في إقليم دارفور السوداني. وترى الصحيفة أن على مجلس الأمن الدولي، في هذا الوقت الذي يدرس فيه قضاة المحكمة إصدار مذكرة اعتقال من عدمه، اغتنام هذا الوقت وهذا التهديد لممارسة مزيد من الضغوط على الخرطوم حتى "تكبح جماح الميليشيات، وتكف عن عرقلة نشر قوة لحفظ السلام في دارفور، وتبدأ محادثات سلام جادة هناك"، مضيفة أن مجلس الأمن يستطيع، في حال قررت الخرطوم التعاون، أن يعلق المتابعة القضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

"عدو باكستان في الداخل"

صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية أفردت افتتاحية للتعليق على تصاعد عمليات مقاتلي "طالبان" في أفغانستان مؤخراً، والتي ينطلق جزء كبير منها من المناطق الحدودية مع باكستان حسب ما تقول السلطات الأفغانية. وفي هذا الإطار ترى الصحيفة أن الاضطراب السياسي، الناتج عن تقليص صلاحيات الرئيس الباكستاني واغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، لم يعمل سوى على تقوية قوى داخل باكستان مازالت موالية لـ"طالبان". ونتيجة لذلك، توسعت رقعة أعمال العنف في أفغانستان لتشمل جبهة ثانية شرق البلاد، وهو ما يزيد من صعوبة مهمة قوات "الناتو" الصعبة أصلاً. بيد أنه أمام تصاعد هذه الأعمال، تقول الصحيفة، خرج الرئيس الأفغاني عن اللغة الدبلوماسية وحمَّل المسؤولية مباشرة لقوات الأمن والمخابرات الباكستانية، حيث نقلت عنه الصحيفة قوله: "إن القتل والتدمير وانعدام الأمن في أفغانستان أعمال من تنفيذ إدارة الاستخبارات الباكستانية، ومؤسساتها الاستخبارية العسكرية". وفي هذا الصدد حذرت الصحيفة من أن ما يجري في باكستان وأفغانستان يمكن أن تنتج عنه عواقب وخيمة تتعدى تأثيراتها حدود المنطقة، مضيفة أن التاريخ سيسجل أن الرئيس الأميركي جورج بوش أخطأ حينما قرر تحدي ما يسمى بـ"محور الشر" وتجاهل ما كان يحدث في المنطقة، معتبرة أنه لن يكون ثمة نجاح لقوى الاعتدال في أفغانستان حتى يعترف العالم بهذا الواقع صراحة مثلما اعترف به قرضاي.

"الفيتو الروسي ليس مفاجأة"

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "موسكو تايمز" افتتاحية لها اعتبرت فيها أن استعمال روسيا لـ"الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على زيمبابوي لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه مفاجأة. وللتذكير، فقد استعملت موسكو وبكين "الفيتو" يوم الجمعة في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يقضي بفرض حظر أسلحة وقيود مالية وأخرى على سفر الرئيس روبرت موجابي وحاشيته. بيد أن "الفيتو" الروسي أثار انتقادات قوية من قبل واشنطن ولندن اللتين اعتبرتا أنه يقوض مصداقية موسكو كشريك لمجموعة "الثماني"، بل إن السفير الأميركي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد ذهب إلى حد اتهام الرئيس الروسي ميدفيديف بنقض ما كان قد وعد به خلال قمة مجموعة "الثماني" في وقت سابق من الأسبوع، وبـ"الوقوف إلى جانب موجابي ضد شعب زيمبابوي". غير أن الرد الروسي لم يتأخرن حيث أوضحت موسكو أن إعلان مجموعة "الثماني" لم يكن يشير إلى أي عقوبات أممية، وبالتالي، فلا يمكن اتهام الرئيس الروسي بتغيير موقفه، مضيفة أن ميدفيديف ما كان ليدعم فكرة فرض مجلس الأمن الدولي لعقوبات على خلفية الانتخابات في زيمبابوي أو أي بلد آخر، وذلك لأن من شأن ذلك أن يؤسس لسابقة لا ترغب فيها موسكو بالنظر إلى سجلها الخاص بخصوص إجراء الانتخابات، ناهيك عن سجل حلفائها. وأضافت قائلة إن روسيا لن تدعم سابقة من هذا النوع طالما أنها مازالت مستمرة على نهج "الديمقراطية ذات السيادة" الذي تتبعه، حيث لا توجد منافسة حقيقية في الانتخابات.

النووي الكوري

صحيفة "ذا جابان تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية للتعليق على الاتفاق الذي توصلت إليه البلدان المشاركة في المحادثات السداسية بشأن التحقق من إعلان كوريا الشمالية نبذ برامجها النووية. وفي هذا السياق أوضحت الصحيفة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يبقى غير كامل، مشددة على أن الاتفاق بشأن التفاصيل وإجراء تحقيق صارم حول قائمة البرامج النووية لكوريا الشمالية أمران ضروريان من أجل تسريع عملية تجريد بيونج يانج من برامجها وأسلحتها النووية. وحسب الصحيفة، فإن البلدان المشاركة في المحادثات السداسية اتفقت على أن يقوم خبراؤها بزيارة المواقع ومراجعة الوثائق واستجواب المهندسين النوويين الكوريين الشماليين. كما اتفقت على أن يُطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقديم الدعم والنصيحة إذا اقتضت الحاجة ذلك. ولكن بالمقابل، تقول الصحيفة، لم يتم البت في مسائل من قبيل ما هي المواقع التي ينبغي أن تتم زيارتها أو متى، والطريقة الواجب اتباعها بخصوص جمع العينات، وإلى أي حد ينبغي إشراك الوكالة الدولية للطاقة الذرية. غير أن مجموعة عمل ستعقد اجتماعها قريباً قصد وضع تفاصيل آلية التحقق هذه، وهنا لم تستبعد الصحيفة إمكانية التلكؤ من جانب كوريا الشمالية، إلا أنها شددت على أهمية ألا تنسى الأطراف الأخرى في المحادثات السداسية -الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا- الهدف الرئيس من خلق نظام للتحقق يفترض ألا يترك أسئلة معلقة بشأن منشآت كوريا الشمالية النووية.

إعداد: محمد وقيف