كرة السلام في الملعب الإسرائيلي... ودروس من "حرب تموز"

حظوظ السلام بين سوريا وإسرائيل، ومشاركة الرئيس السوري في القمة الافتتاحية لـ"الاتحاد من أجل المتوسط"،، والذكرى الثانية لـ"حرب تموز"، وموقف قمة مجموعة الثماني من ارتفاع حرارة الأرض... موضوعات نعرضها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية.

"مع من ستعقد سوريا السلام؟"

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" افتتاحية عددها لأمس الثلاثاء، وفيها ركزت على آفاق وحظوظ التوصل إلى سلام بين سوريا وإسرائيل في ضوء الحدث التاريخي المتمثل في مشاركة كل من الرئيس السوري ورئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الأسبوع في القمة الافتتاحية لـ"الاتحاد من أجل المتوسط" في باريس بقاعة واحدة، وحضورهما الاستعراض العسكري في باريس بمناسبة العيد الوطني لفرنسا على المنصة نفسها. وحسب الصحيفة، فإن جدية سوريا بخصوص التوصل إلى سلام مع إسرائيل تعكسها تصريحاتُ الأسد عن السلام في باريس هذا الأسبوع، والمحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية، وحقيقة أن الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية مزعومة في سوريا واغتيال عماد مغنية، القائدة العسكري في "حزب الله"، لم يجعلا الأسد يغير الاتجاه. فالكرة الآن توجد في الميدان الإسرائيلي، غير أن المشكلة، حسب الصحيفة، تكمن في أنه "ميدان موحل سياسياً". وفي هذا الصدد قالت الصحيفة إنه لا توجد حكومة في إسرائيل اليوم، والحكومة الموجودة اليوم انتقالية من الممكن إجراء محادثات معها، إلا أنه يصعب التوصل لاتفاقات معها، فبعد شهرين ستأتي حكومة جديدة. لتخلص إلى أهمية أن يكشف كل من يتطلع إلى أن يتم انتخابه رئيسا لوزراء إسرائيل -سواء في "كاديما"، أو حزب "العمل"، أو "الليكود" - عن موقفه الحالي من مواصلة المحادثات مع سوريا، واختتمت افتتاحيتها بالقول إن تحسناً في العلاقات مع أي بلد عربي يساهم في أمن إسرائيل أكثر من أي خزان أسلحة تمتلكه تل أبيب.

"لننس باريس"

الصحافي والمحلل السياسي الإسرائيلي "روني سوفر" كتب في عدد أمس من صحيفة "يديعوت أحرنوت" حول القمة التأسيسية لـ"الاتحاد من أجل المتوسط"، التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس وتميزت بحضور الرئيس السوري في قاعة واحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. "سوفر" اعتبر أن نجم الحدث كان من دون منازع هو الرئيس الأسد "الذي سرق الأضواء" حيث استأثر باهتمام وسائل الإعلام التي جاءت لتغطية الحدث، وخصص له الرئيس ساركوزي ساعة من وقته، بينما لم يخصص للقائه مع أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس سوى 15 دقيقة. وإلى ذلك، قال الكاتب إنه إذا كان الهدف المعلن للتكتل الجديد هو إعطاء دفعة للعلاقات بين أوروبا والشرق الأوسط والنهوض بالمشاريع المشتركة، فإن الهدف العملي هو تحويله من حليف علني لإيران إلى عضو في "معسكر المعتدلين"، مضيفاً أن "الأسد كان الهدف، أما البقية، بما في ذلك إسرائيل وأولمرت، فكانوا الخلفية"، فقد اعتبر "سوفر" أن القادة الغربيين الذين صافحوا الأسد، والذين رعوا الحوار السياسي اللبناني الداخلي، والذين يؤيدون محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر تركيا، كانوا يريدون أن يعرفوا الشخص الذي يتعاملون معه، وما إن كان "النجم الجديد" يستطيع الانسحاب من "محور الشر".

دروس الحرب

صحيفة "جيروزاليم بوست" أفردت افتتاحيتها للتعليق على الذكرى الثانية لحرب صيف 2006 "حرب تموز" التي دارت بين إسرائيل و"حزب الله"، والتي قالت عنها إنها تشكل مناسبة بالنسبة لإسرائيل لتأمل الدروس واستخلاص العبر. وإذا كان الجميع متفقاً على أنه بالرغم من أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أبدت قدراً كبيراً من الصمود والتماسك، فإن الجيش الإسرائيلي ضيع فرصة لتدمير الجزء الأكبر من وجود "حزب الله" العسكري في جنوب لبنان، وتحسين وتعزيز قوة إسرائيل الردعية. وبعد أن ذكرت بأن الساسة في إسرائيل خلصوا إلى أن حرب صيف 2006 تلقي بظلال من الشك على جدوى السياسات الأحادية التي تم في إطارها الانسحاب من جنوب لبنان في 2000 وغزة في 2005، تأسفت الصحيفة لكون الدروس الأهم للحرب، والتي من شأن الاستفادة منها والعمل بها تجنيب المنطقة جولة أخرى من الاقتتال، لم يتم استخلاصها، ومن ذلك، تقول الصحيفة، استمرار إسرائيل في التغاضي عن إعادة "حزب الله" تسليح نفسه، والتوصية التي وردت في تقرير لجنة فينوجراد ودعت فيها إلى عملية إعادة هيكلة جذرية لمجلس الأمن القومي، ولكنها لم تطبق حتى الآن. وإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة إن ذكرى مرور عامين على هذه الحرب تؤكد على أهمية سعي إسرائيل إلى تطوير نظام دفاعي مناسب ضد الصواريخ قصيرة المدى، أو حتى الإقرار بأنه إذا كانت لهذه الصواريخ قيمة عسكرية ضعيفة، فإن لها قيمة استراتيجية عالية.

"أضحوكة الثماني"

"داني روبينوفيتز"، الأستاذ بجامعة تل أبيب، كتب في عدد يوم الأحد من صحيفة "هآرتس" حول قمة مجموعة الثماني الكبار التي عقدت مؤخراً في جزيرة "هوكايدو" اليابانية، منتقداً بشدة موقف قادة المجموعة من معضلة ارتفاع حرارة كوكب الأرض، حيث قال إن هؤلاء القادة أخجلوا أنفسهم بمحاولتهم وصف لقائهم بأنه منعطف تاريخي في جهود محاربة الاحترار الأرضي، وإن البيان المشترك الذي صدر عقب انتهاء أشغال القمة ليس سوى نسخة طبق الأصل لإعلان قمة الأرض التي عقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في 1992، وذلك على اعتبار أنه اكتفى بالإقرار بأن ارتفاع حرارة الأرض يمثل مشكلة عالمية ولم يحدد أهدافا فورية أو قصيرة المدى. وأوضح الكاتب أن بلدان مجموعة الثماني الكبار تمثل أقل من 15 في المئة من سكان العالم، ولكنها تمثل مصدر 60 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، محذراً من التصحر، ونقص الماء، وارتفاع مستويات البحر، وازدياد عدد الأعاصير والعواصف الاستوائية. وعن موقف قادة المجموعة، قال الكاتب إنهم بذلك يرمون بمسؤولية الحد من انبعاثات الكربون على من سيخلفهم في السلطة، وعلى الأجيال القادمة، إضافة بالطبع إلى الصين والهند والبرازيل، وكلها بلدان، يقول الكاتب، تنتج من غازات الكربون حسب معدل الفرد أقل بكثير مما تنتجه أميركا الشمالية أو أوروبا الغربية.


إعداد: محمد وقيف