أعتقد أن الدكتور وحيد عبدالمجيد كان مصيباً في بيانه لا واقعية الطروحات "السياسية" التي راهنت على تجاوز السياسة نحو الاقتصاد كسبيل لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، ولخلق حالة جديدة قوامها الشراكة الاقتصادية التي تفضي إلى خلق رفاه عام ومصالح مشتركة، تذوب في بوتقتها كل الخلافات السياسية التي عجزت عن إنهائها السياسة والحرب معاً! لكن الواقع، وقبل ذلك منطق الأشياء، أثبت أن هذه الفرضية عقيمة وليست ذات جدوى، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يمكن تذويبه أو تجاوزه عبر حلول أو معالجات اقتصادية، لأن الأمر يتعلق بحقوق وطنية وتاريخية لشعب بكامله، وهو شعب حيوي لا يقايض قضيته باتفاقية اقتصادية هنا أو هناك، وهذا هو السبب الجوهري الذي لم يتطرق إليه الكاتب، حيث اكتفى باستعراض مظاهر إخفاقات الخيار "الاقتصادي" في هذا الصدد... فالصراعات السياسية تحل بالسياسة أولاً وليس بالاقتصاد. فهمي نوفل- القاهرة