أتفق مع ما كتبه الدكتور حسن حنفي في مقاله: "جدل النصر والهزيمة"، وخاصة في تأكيده على أن ما تبدو عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي من قوة، وهي تحتفل بذكرى تأسيسها الستين، ينبغي ألا يخدع أحداً، ذلك أن تجارب التاريخ الطويلة تقول إن مآل الاحتلال الفشل، وإن مرتع الظلم وخيم. وقد أحسن الكاتب استدعاء مرارات تاريخ المنطقة في عهد حروب الفرنجة، التي يسميها البعض الحروب الصليبية. فقد تعرضت المنطقة في تلك الفترة لاستعمار إحلالي استيطاني من قبل غزاة ومغامري أوروبا وسِقط متاعها، ولكنها لفظتهم ونبذتهم وجعلتهم يحزمون أمتعتهم في النهاية ويرحلون في عرض البحر غير مأسوف عليهم. وإذا لم تستفد إسرائيل من ذلك الدرس، وتسعَ بصدق لسلام عادل ودائم مع شعوب المنطقة فإن مستقبلها هي الأخرى لن يختلف عن مستقبل مستعمري أوروبا المذكورين. أكرم شريف- القاهرة