Political Science Quarterly انتخابات تمهيدية طويلة قضايا عديدة تطرق إليها العدد الأخير من Political Science Quarterly التي تصدر كل ثلاثة أشهر عن جامعة نيويورك. وتحت عنوان "في الطريق إلى مؤتمر الحزب"، كتب "جاسون بيلو" الباحث في العلوم السياسية بجامعة كولومبيا و"روبرت شابيرو" أستاذ العلوم السياسية في الجامعة ذاتها مقالاً استنتجا فيه أن الفترة الزمنية الطويلة التي استغرقتها الانتخابات التمهيدية للحزب "الديمقراطي" لم تكن مفاجئة، وذلك لأن ثمة قوانين ومعايير تحدد طريقة اختيار المندوبين في كل ولاية، ومن ثم ستكون الانتخابات الرئاسية لهذا العام اختباراً حقيقياً لتحديد ما إذا كانت المؤتمرات الحزبية، وليس الناخبون، هي الوسيلة التي يستطيع الحزب "الديمقراطي" من خلالها اختيار مرشحه الرئاسي. "بيلو" و"شابيرو" لفتا الانتباه إلى أن الحملات الخاصة بالانتخابات التمهيدية بدأت في وقت مبكر مقارنة بحملات سابقة، والغريب أن وسائل الإعلام والباحثين والأكاديميين ركزوا على الطريقة التي بدأ بها كل مرشح حملته، وعملية جمع التبرعات، وحشد الناخبين من أجل إضافة زخم إلى الحملة الانتخابية، في حين لا توجد تحليلات ترصد قواعد اختيار مندوبي كل حزب وأثرها على الحملة الانتخابية. وحسب المقال يتم اللجوء إلى المؤتمر الانتخابي كوسيلة لحسم التصويت على اختيار مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية عندما لا يتمكن أي من المتنافسين من الحصول على أصوات 1191 مندوباً بالنسبة للحزب "الجمهوري" و2025 مندوباً للحزب "الديمقراطي". قواعد التصويت في الانتخابات التمهيدية تختلف من ولاية إلى أخرى، خاصة أن كثيرين لا يعرفون الطريقة التي يتم بها اختيار المندوبين، فهل يضطر "الديمقراطيون" إلى حسم سباق الترشح في الانتخابات الرئاسية، لتكون المرة الأولى منذ ثلاثين عاماً؟ وعن تحليل أبعاد فك الارتباط الإسرائيلي مع قطاع غزة، كتب "جونثان رينهولد" و"دوف واكسمان"، مقالاً خلصا خلاله إلى أن قرار شارون الانسحاب من غزة يعكس تغيراً أيديولوجياً داخل حزب "الليكود" اليميني، وهذا التغير مكّن الحزب من حشد دعم للجدار العازل الذي يعد بالنسبة إليهم شرطاً حيوياً مسبقاً لقرار الانسحاب من غزة عام 2005. الضغوط المحلية والدولية لعبت دوراً مهماً في الدفع باتجاه قرار الانسحاب، لكن هذه الضغوط لم يكن لها دور في تحديد سياسة فك ارتباط مع القطاع. "وجهات نظر": 60 عاماً على النكبة تصدرت العدد الأخير من شهرية "وجهات نظر"، دراسة للدكتور عزمي بشارة بعنوان "إسرائيل إلى أين؟"، يحاول فيها الإجابة على ذلك التساؤل متفحصاً محددات السلوك السياسي والاستراتيجي في مواقف الدولة العبرية، لاسيما تجاه خيار التفاوض والسلام الذي تبناه العرب كسبيل لتسوية الصراع في المنطقة. فقد رفضت إسرائيل قبول السلام العادل والشامل مع الشعوب العربية، سواء صيغة حل الدولة الديمقراطية الواحدة أو حل الدولتين، حيث اختارت نموذجاً ثالثاً هو نموذج الدولة الصليبية تلك التي نجحت طيلة 190 عاماً في الاعتماد على الجمع بين الحصون والقلاع والمعاهدات مع السلاطين والرهان على خلافاتهم، لكنها لم تتحول إلى جزء من المنطقة، بل استمرت نبتته غريبة، ثقافياً وحضارياً وسياسياً، ثم آلت أخيراً إلى الزوال. ويخلص الكاتب من تلك المقارنة، إلى أن الصراع الحالي صراع طويل هو أيضاً، لذلك يجب أن يدار بالإيقاع الصحيح، أما الزمن فيه فليس لصالح إسرائيل، بل لصالح العرب إن أحسنوا استغلاله، وذلك هو المغزى البارز لفترة الستين عاماً الفائتة. "ستون عاماً من الحكي"، عنوان دراسة بقلم فيصل دراج حول الرواية الفلسطينية، ممثلة في ثلاثة من أيقوناتها، هم حسين البرغوثي وجبرا إبراهيم جبرا وغسان كنفاني. وكما يلاحظ دراج، فقد خلق جبرا بطلاً تحريضياً يتحدث عن إمكانيات فلسطين وعن بطولة غامضة قادراً على استعادتها، فيما استولد غسان بطله من عالم الضرورة، إذ على الفلسطيني أن يكون ما يجب أن يكون، وإلا كان إنساناً بائساً جديراً بالاحتقار. أما البرغوثي، كغيره من ممثلي الرواية الفلسطينية في فترة صعود الكفاح المسلح، فقد اهتم بالبرهنة على انتصار الأمل بأشكال مختلفة. وفي دراسة عن السينما الفلسطينية "من عرس الجليل إلى الجنة الآن"، يستعرض إبراهيم العريس تاريخ السينما الفلسطينية، موضحاً أن القضية الفلسطينية لم تعرف قبل فيلم "عرس الجليل" عام 1978 أن تنتج فيلمها الكبير، وأن أهمية "عرس الجليل" تكمن في قوته التعبيرية، وفي خروجه عن المألوف الفلسطيني، وفي ولوجه فن السينما بمعناها الحقيقي. أما قيمته الأخرى فتتمثل في أن مخرجه "ميشال خليفي إنما أتى من الداخل، من "فلسطين التي بقيت داخل فلسطين (1948)"، من اللحظة التي كان يبدو فيها أن القضية ذوت وكادت تختفي. وفيما يخص "الجنة... الآن"، فأهم ما يميزه كونه اختار أن يطرق موضوعه مباشرة: من هو "الانتحاري"؟ وكيف يصبح "انتحارياً"؟