دعوة لهدنة مع "حماس"... وقيود على حل قضية "جلعاد"

أهمية عقد اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، وقضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة و"حزب الله"، وشح المواد الغذائية في العالم وارتفاع أسعارها... مواضيع نستعرضها ضمن جولة موجزة في الصحافة الإسرائيلية.

وقف إطلاق النار في غزة:

صحيفة "هآرتس" سلطت الضوء في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي على أهمية عقد اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، واستهلت افتتاحيتها بتفنيد الحجة التي يدفع بها المناوئون لمثل هذا الاتفاق من داخل إسرائيل، والتي مؤداها أن من شأن الهدنة أن تمنح "حماس" الفرصة لإعادة تسليح نفسها استعداداً لتجديد الهجمات على إسرائيل. وردت الصحيفة على الكلام بالقول إن "حماس" تمكنت من إعادة تسليح نفسها وشن الهجمات على الأهداف الإسرائيلية في "سيدروت" وغرب النقب حتى في ظل العقوبات الشديدة التي تفرضها إسرائيل على القطاع.

كما اعتبرت أن الهدنة مهمة بالنسبة لـ"حماس" لأنها تقتضي من الحكومة الإسرائيلية السماح بإعادة فتح معبر رفح، وبالتالي، عودة الحياة في القطاع إلى مستوى معقول ويمكن تحمله، وذاك، تقول الصحيفة، هدف أساسي بالنسبة لـ"حماس" التي تسعى لإثبات أنها حكومة مسؤولة وتهمها رفاهية مواطنيها، كما تقول الصحيفة. مثلما أنها مهمة بالنسبة للبلدان التي وقعت اتفاقات سلام مع إسرائيل كمصر والأردن، من أجل تخفيف الضغوط القوية التي تتعرض لها. ومهمة أيضاً بالنسبة لإسرائيل على اعتبار أنها ستتيح فترة هدوء لسكان سيدروت وغرب النقب، وبخاصة، تقول الصحيفة، بعد أن أدركوا أن الحكومة لن تساعدهم، وأن الحديث الدائر حول عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق ضد مطلقي الصواريخ الفلسطينية لا تعدو كونها مجرد حديث، وذلك بسبب المخاوف المبررة من حجم الإصابات الممكن على كلا الجانبين. لتذهب إلى أن خلق فرصة للهدوء ومواصلة المفاوضات يحتم على إسرائيل التعامل مع اقتراح وقف إطلاق النار بشكل إيجابي.



"الشجاعة لقول الحقيقة":

"إيمانويل روزن" كتب في عدد يوم الخميس الماضي من صحيفة "يديعوت أحرنوت" مقالاً حول جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"، وذلك على خلفية تعمد أقارب الأسرى الإسرائيليين قضاء عيد الفصح اليهودي بالقرب من منزل رئيس الوزراء إيهود أولمرت. وأشار الكاتب إلى ما صدر عن أولمرت من أنه مستعد "لفعل أي شيء" من أجل إعادة هؤلاء الشبان إلى أهلهم، شريطة أن يكون ذلك بثمن معقول: من دون تعريض أرواح للخطر، ومن دون الإفراج عن سجناء خطيرين، ومن دون احتجاجات جماهيرية. بيد أن الكاتب قال إن رغبة إسرائيل في القيام "بأي شيء" في سبيل المختطَفين لا يعدو أن يكون مجرد كلام، ولا أدل على ذلك من "الأسير" المسجون منذ عشرين عاماً، في إشارة إلى جوناثان بولارد (الجاسوس الإسرائيلي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة عام 1986)، إذ لا تريد إسرائيل أن تجازف بحفل مشروبات مع الرئيس الأميركي لتأمين الإفراج عنه، كما يقول. وإلى ذلك، حاول الكاتب دحض ما تردده بعض الأوساط في إسرائيل من أن دفع مقابل "سخي" لإطلاق الجندي الأسير، إنما سيشجع على مزيد من عمليات الخطف، قائلاً "في معادلة "القليل ضد الكثير"، و"الضعيف ضد القوي"، ستظل الاختطافات دائماً ورقة رابحة بالنسبة لهم، سواء دفعنا الثمن أم لم ندفعه". ليخلص إلى أن "مسألة الثمن مسألة تنم عن نفاق".

"السلام أو الخيار النووي":

صحيفة "هآرتس" نشرت ضمن عددها لأول أمس الاثنين مقال رأي لـ"عمير أورين"، استهله بالتساؤل التالي: ماذا ستفعل إسرائيل لو أن إحدى الدول العربية التي وقعت معها اتفاق سلام قررت الانسحاب فجأة من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" وإنشاء مفاعل نووي خاص بها. في هذه الحالة، يقول الكاتب، سيتوجب على إسرائيل أن تختار بين سياستين متناقضتين: إما السعي إلى عقد سلام مع جيرانها، أو منعهم من اكتساب القدرات النووية، مضيفاً أن تل أبيب تفادت، حتى الآن، هذه المشكلة على اعتبار أن جيرانها إما حاولوا اكتساب قدرات نووية وفشلوا (العراق وسوريا) أو أنهم قبلوا بالأمر الواقع. ولكنها تساءلت بالمقابل: ماذا لو أدى تغير في الحكومات أو السياسات في الأردن أو مصر أو أحد البلدان التي قد توقع معها إسرائيل اتفاق سلام في المستقبل إلى سعيها إلى اكتساب قدرات نووية؟ الصحيفة لفتت إلى أن مثل هذا السيناريو لن يشكل خرقاً لأي اتفاق سلام. وعلاوة على ذلك، يقول "أورين"، فإن أي فصل أو بند يحظر القدرات النووية سينبغي احترامه من قبل الجانبين. غير أن المشكلة التي ستواجه إسرائيل -حسب الكاتب- في مثل هذه الحالة هي الاختيار بين المجازفة بخرق الاتفاق عبر ضرب منشآت جارها النووية أو ضبط النفس والقبول بشرق أوسط نووي.

"ثمن الأرز":

صحيفة "جيروزاليم بوست" أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الاثنين للتعليق على ما بات يعرف بـ"أزمة الغذاء العالمية" أو "التسونامي الهادئ"، مثلما وصفه برنامج الغذاء العالمي، معتبرة أن الإسرائيليين باتوا يعرفون أكثر عن الأرز من أي وقت مضى، ومن ذلك أن تايلاند مثلاً هي أكبر مصدر لهذه المادة الغذائية في العالم، وأنها مَصدر معظم الأرز الموجود في الأسواق الإسرائيلية، وأن 225 مليون نسمة في العالم يمكن أن يتغذوا بالـ6 في المئة من الأرز الآسيوي التي تضيع كل عام بسبب الفئران.

ونقلت الصحيفة عن الخبراء قولهم إن الأمر لا يتعلق بنقصان مفاجئ، وإنما بارتفاع مضطرد في الطلب، حيث نقلت عن الأمم المتحدة قولها إن استهلاك الأرز ارتفع بـ40 في المئة في ظرف ثلاثة عقود. وعزت الصحيفة أسباب هذه الأزمة إلى تضافر عوامل ديمغرافية واقتصادية، لخصتها إجمالاً في: أولاً، الرخاء النسبي الذي عرفه سكان الهند (1.1 مليار نسمة) والصين (1.3 مليار نسمة)، وبالتالي تحسن أحوالهم المعيشية واستهلاكهم لمزيد من اللحوم والحبوب، وهو ما زاد من الطلب العالمي على هذه المنتجات، وثانياً، تحويل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للذرة إلى وقود حيوي، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب العالمي على الحبوب، وثالثاً، سلسلة الكوارث الطبيعية -الأعاصير في بنغلاديش، والجفاف في أستراليا، والفيضانات في كوريا الجنوبية- التي أدت إلى محاصيل ضعيفة، وهو ما يفسر الضغوط التي أدت إلى اندلاع أعمال شغب في 33 بلداً عبر العالم.



إعداد: محمد وقيف