إذا ما أمعنا النظر في ظروف وملابسات اتفاق الهدنة المتوقع تنفيذه بين الحكومة الباكستانية الجديدة وحركة "طالبان" في منطقة القبائل، فسندرك أنه "الاتفاق المستحيل" الذي لن يكتب له الاستمرار. فمن جهة لا يمكن للحكومة أن تتازل عن ممارسة السيادة على جزء من أرض الوطن لصالح تنظيم خارج على القانون، بينما ترى "طالبان" أنه ليس للحكومة عليها "ولاية شرعية" باعتبارها حكومة "الطاغوت"! ويخفي الاتفاق المذكور حقيقتين: أولاهما أن الحكومة الجديدة تغلُب على قراراتها الرغبة في مغايرة الرئيس مشرف وسياساته، أما ثانيتهما فهي حاجة "طالبان" باكستان إلى وقت لالتقاط الأنفاس بعد الخسائر التي منيت بها. نبيل جدعان- دبي