لو أن للديمقراطية خلفياتٍ طوباويةً كتلك التي أوردها مقال: "الديمقراطية بين اليوتوبيا والواقع" للكاتب السيد يسين، فإن الديمقراطية في المشهد السياسي الدولي اليوم بعيدة كل البعد عن الأحلام والطوباويات، فقد أضحت شرَكاً أيديولوجياً، يطبق فيه زعماء الأحزاب والكتل في الدول الكبرى، أدق تفاصيل كتاب "الأمير" الشهير لميكيافيللي، فيحولون الممارسة السياسية إلى نوع من بيع الأوهام للناخبين خلال الحملات الانتخابية، وحين ينجحون يقلبون ظهر المِجن لناخبيهم، ويبدأون المناورات والمؤامرات ضد بعضهم بعضاً، ولا يطول الزمن كثيراً قبل أن تطفو على السطح أحاديث وقرائن عن فسادهم المالي والضريبي... الخ. والحاصل أنه بغض النظر عن منشأ الديمقراطية، وخلفياتها التاريخية والمفهومية، فقد تعرضت الآن لما يشبه الاختطاف، في معناها ومبناها، على حد سواء. نادر المؤيد- أبوظبي