استشهد ريتشارد هولبروك، في مقاله الأخير "دروس للعراق... من دايتون"، ببنية النظام الفيدرالي في البوسنة، المستند إلى اتفاق "دايتون للسلام"، والذي أنهى عدة سنوات من الحرب والاقتتال هناك، بوصفه نموذجاً يمكن احتذاؤه في العراق! لكن رغم التعدد العرقي والديني كوجه شبه بين البلدين، إلا أن نوعية التعدد ومداه يختلفان بينهما كثيراً، كما أن البوسنة التي خرجت لتوها تقريباً من عباءة يوغسلافيا الاتحادية، لا يقاس بها العراق الذي تبلور كيانه الوطني منذ آلاف السنين، وتعايشت فئات وتسكانت على مدى حقب طويلة، وجسد أنضج مثال لرسوخ الوحدة الوطنية في العالم النامي... ولم تتزحزح لحمة اندماجه إلا في ظل الاحتلال الذي راح يفرض النظام الفيدرالي كحل لمشكلات واقع أوجده هو نفسه، من باب "وداوني بالتي كانت هي الداء"! منير عثمان- دبي