"النهضة": الإرهاب والسياحة ------------- ضم العدد الأخير من مجلة "النهضة"، طائفة من الدراسات في مواضيع ومجالات مختلفة؛ ففي دراسة بعنوان "المفاوضات الأردنية الإسرائيلية: دراسة حالة"، يتناول الدكتور محمد حمدان المصالحة جوانب وتفاصيل مختلفة في تلك المفاوضات التي جرت أوائل تسعينيات القرن الماضي، وأهم العوامل التي أدت إلى "إنجاحها"؛ إذ قررت الأردن ادارة تفاوض ناجح مع إسرائيل حشدت له كل المقومات، وأهمها فريق مفاوضات مؤهل، وتفويضه الصلاحيات التي تمكنه من بلوغ الأهداف المحددة له، كما عملت الدبلوماسية الأردنية على الاستفادة من الدور الأميركي المساند للعملية التفاوضية. ومن منظور المصالح الوطنية الأردنية، يعتبر الكاتب أن التفاوض الأردني مع إسرائيل ضمن للأردن مصالحه وأبقى جهده منصباً بعد ذلك على مساعدة الفلسطينيين والأطراف العربية الأخرى. وحول "الإرهاب في العلاقات العربية الأميركية"، تتساءل دراسة للدكتور عبد العزيز شادي، هل أضحى الإرهاب أحد محددات العلاقة العربية الأميركية؟ وهل كان لحادث الحادي عشر من سبتمبر تأثير على توجهات السياسة الخارجية الأميركية وأهدافها في الشرق الأوسط؟ وهل تغيرت أنماط العلاقات العربية الأميركية نتيجة لتأثير الإرهاب على توجهات وأهداف السياسة الخارجية الأميركية؟ وكما تحاول الدراسة الإجابة على تلك التساؤلات، تستعرض أيضاً مصادر مفهوم الإرهاب لدى الطرفين، وتسعى لرصد العلاقة بين المصلحة الوطنية لكل قطر عربي على حدة من جانب، واستجابة الدول العربية للاستراتيجية الأميركية للحرب على الإرهاب من جانب آخر. وأخيراً ترصد آثار الحرب ضد الإرهاب على الصورة الذهنية العربية لجاذبية النموذج الأميركي. وتتناول دراسة للدكتورة ميراندا زغلول رزق "زيادة الاستثمار في القطاع السياسي المصري وأثره على نمو الاقتصاد القومي"، حيث توضح أن قطاع السياحة في مصر يلعب دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وهو مصدر رئيسي من مصادر النقد الأجنبي، ووسيلة لخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ولسد العجز في ميزان المدفوعات وزيادة الدخل القومي. وكما تلاحظ الكاتبة، فإن الأثر النهائي للإنفاق السياحي على الدخل القومي، لا ينحصر في قيمة الدخل السياحي نفسه، وإنما يولد ذلك الدخل دخولاً أخرى لمجموعة جديدة من المنتجين وصناع الخدمات، وهؤلاء بدورهم ينفقون جزءاً من تلك الدخول على احتياجاتهم الاستهلاكية. ـــــــــــــــــــ Foreign Affairs ما وراء دارفور قضايا دولية عدة شملها العدد الأخير من دورية Foreign Affairs ، التي تصدر كل شهرين عن "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي. وتحت عنوان "ما وراء دارفور"، كتب "أندرو سي. ناتسيوس"، مقالاً، رأى خلاله أنه مع تفاقم الأزمة في دارفور، ثمة مشكلة أكثر إلحاحاً تكمن في بقاء السودان كدولة موحدة، ذلك لأن التوترات القديمة بين العرب في وادي نهر النيل، الذين أمسكوا بالسلطة في البلاد طوال قرن كامل والمجموعات المهمشة في أطراف السودان، تحولت إلى أزمة قومية."ناتسيوس"، المبعوث الأميركي الخاص للسودان خلال العامين الماضيين، أشار إلى أن اتفاق السلام المُبرم عام 2005 بين شمال السودان وجنوبه، والذي أنهى الحرب الأهلية بين العرب والمسيحيين والوثنيين، بات مهدداً، لا سيما وأن توترات جديدة طرأت في العام الماضي وكادت تُشعل الحرب الأهلية من جديد. كما أن النوبيين بشمال السودان كانوا خلال العام الماضي على وشك التمرد، بسبب مشروع تدشين سد على النيل يهدد منازلهم، وفي عام 2006 كان اتفاق السلام الموقع بين الحكومة السودانية وقبائل البجا والرشايدة على وشك الانهيار. وحسب "ناتسيوس"، فإن العام المقبل، ربما يكون الأكثر أهمية في سودان ما بعد الحقبة الاستعمارية، فإما يشهد هذا البلد انتخابات تعددية حرة، تطوي عقدين من الحكم غير الديمقراطي، أو يتفكك ويتعرض تكامله الإقليمي للخطر، ويصبح أمام أزمة غير مسبوقة في حدتها. وعن علاقة النفط بالسلام العالمي، كتب "مايكل روس" مقالاً، أشار خلاله إلى أن العالم أصبح الآن أكثر استقراراً مقارنة بما كان عليه الحال قبل خمسة عشر عاماً، آنذاك كان عدد الحروب الأهلية- من النوع الذي يوقع أكثر من ألف قتيل في العام- سبعة عشر حرباً، لكن في عام 2006 تراجع العدد ليصل إلى خمس حروب، في حين تراجعت النزاعات الصغيرة خلال عقد ونصف من 33 إلى 27 نزاعاً. "روس"، وهو أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة كاليفورنيا، الحروب الدائرة في بلدان منتجة للنفط لم تتراجع، والسبب الرئيسي يعود للعوائد النفطية، التي تسهل على المتمردين، أو أطراف النزاعات، تمويل أنشطتهم، هذه البلدان بها الآن ثلث الحروب الأهلية في العالم سواء من النوع الكبير أو المحدود، بعد أن كانت حصتها عام 1992 من هذه الحروب هي الخمس فقط، الكاتب يتنبأ بأن الصراعات التي تدور حول النفط مرشحة للازدياد في المستقبل، لا سيما وأن ارتفاع أسعار الخام بمعدلات غير مسبوقة، سيدفع كثيراً من الدول النامية نحو إنتاج النفط والغاز.