طرح الكاتب الشهير أمبرتو إيكو في مقاله الأخير على هذه الصفحات، فكرة الاستفادة من "خبرة الماضي لفهم الحاضر"، وهي فكرة جميلة بحد ذاتها، لكنها ليست جديدة أو من نتاج الكاتب نفسه، بل هي المنبع الأصلي لفلسفة التاريخ والدافع الذي حرك الإنسان منذ القدم إلى تدوين أحداث ووقائع تاريخه. بيد أن علاقتنا بالماضي مسها تغير جوهري في الوقت الحالي، فسابقاً كانت المعلومات شحيحة عن الماضي مما يشوق الإنسان إلى معرفته، كما كانت المعرفة بالحاضر في حينه قليلة مما يجعل الإنسان يلجأ للاستلهام من الماضي ودروسه للتعاطي مع حاضره. أما الآن فإن غزارة معطيات الواقع، تجعل المرء يكتفي بها متهيباً دخول متاهات الماضي! حسين أحمد - رأس الخيمة