جولة "باباوية" شائكة في أميركا... وتحديات صعبة تنتظر بيرلسكوني! برنامج إيران النووي، والتحديات التي تنتظر رئيس الوزراء الإيطالي المقبل، وزيارة بابا الفاتيكان إلى الولايات المتحدة، وأزمة الانتخابات في زيمبابوي... مواضيع أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. إيران و"الدرس" الكوري الشمالي: صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية تناولت ضمن افتتاحية لها المحادثات السداسية حول الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية، وذلك بمناسبة استئناف جلساتها أول من أمس الأربعاء في مدينة شنغهاي الصينية، وتساءلت حول ما إذا كان ينبغي الاقتداء بها من أجل إنهاء التوتر الناتج عن برنامج إيران النووي. وتوقعت الصحيفة إمكانية أن يشكل اجتماع شنغهاي "بداية اختراق أيضاً في المحادثات المتعثرة حول الأزمة الإيرانية"، مشيدة في هذا السياق بقرار الولايات المتحدة الالتزام بالخيار الدبلوماسي بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وهو خيار وصفته الصحيفة بـ"الرشيد" و"الحكيم"، معتبرة أن مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات متعددة الأطراف تشكل الطريقة المثلى لاجتماع الأعضاء الرئيسيين في مجلس الأمن الدولي وتقديمهم لسلسلة من المحفزات لإيران مقابل سلوكٍ مسؤول من جانبها. وبعد أن ذكرت أن إيران تشدد على أن استعمال تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم يشكل جزءاً لا يتجزأ من حقها الأساسي في استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية، رجحت الصحيفة أن يكون الحوار صعباً بالنظر إلى الاختلافات الكبيرة في وجهات النظر، معتبرةً أن التوصل إلى حل شامل وطويل الأمد للأزمة النووية الإيرانية يتطلب إبداء هذه الدول لقدر كبير من الإبداع والمرونة. وفي ختام افتتاحيتها عبرت الصحيفة عن أملها في أن يتمخض اجتماع شنغهاي عن مخطط لحل الأزمة النووية عبر الحوار. "بيرلسكوني... مرة أخرى": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا هيندو" افتتاحية عددها ليوم الأربعاء التي خصصتها لفوز رجل الأعمال الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني برئاسة الوزراء للمرة الثالثة في ظرف 14 عاماً، وذلك إثر الانتخابات العامة التي فاز فيها تحالف "شعب الحرية" القائم بين حزب بيرلسكوني "فورسا إيطاليا" وحزب أمبيرتو بوسي اليميني "رابطة الشمال" بـ168 مقعداً من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 315 مقعداً، وهو ما منحه 340 مقعداً على نحو أوتوماتيكي، وفق قانون الانتخابات الإيطالي، في مجلس النواب البالغ عدد مقاعده 630 مقعداً. ولكن الصحيفة أشارت إلى أن تحديات صعبة وكثيرة تنتظر رئيس الوزراء الإيطالي الجديد؛ إذ من المتوقع أن تحقق إيطاليا أسوأ مستوى نمو اقتصادي في منطقة اليورو بمعدل 0.3 في المئة، وذلك في وقت يزداد فيه التفاوت بسرعة بين شمال البلاد المتطور وجنوبها المتخلف نسبياً؛ هذا إضافة إلى حالة البنى التحتية التي لا تليق بدولة صناعية، ومعضلة الجريمة المنظمة التي لم يتناولها بيرلسكوني أبداً. كما أشارت الصحيفة أيضاً إلى الثقافة السياسية السائدة في إيطاليا، والتي اعتبرتها مشكلة في حد ذاتها، مشيرة في هذا الصدد إلى أن أحد أسباب انهيار ائتلاف يسار الوسط الحاكم سابقاً هو إحراز رئيس الوزراء رومانو برودي بعض التقدم في محاربة الغش الضريبي ورفع الضرائب. البابا في أميركا: صحيفة "هيرالد تريبيون" الأميركية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على الزيارة التي يقوم بها البابا بينيديكت السادس عشر إلى الولايات المتحدة، والتي تدوم خمسة أيام وتعد الأولى من نوعها منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لأميركا عام 1999. ولكن الصحيفة لفتت إلى أنه منذ تلك الزيارة، عصفت بالكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة فضائح استغلال جنسي مدوية. وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن مساعدي البابا أعلنوا أنه يعتزم إثارة هذا الموضوع خلال زيارته إلى واشنطن ونيويورك، ولكنها رأت أنه حري بالبابا بالنظر إلى الضرر الذي لحق بالضحايا وما تولد عنه من انعدام ثقة، ألا يكتفي بـ"شكليات الاعتذار"، معتبرةً أن من شأن لقاء مع الضحايا مثلاً، وهو أمر غير وارد في برنامج زيارة البابا، أن يشكل لفتة طيبة تنمُّ عن الندم. إلى ذلك أشارت الصحيفة إلى ما قاله البابا بينيديكت في شريط فيديو أعرب فيه قبيل الزيارة عن أمله في أن يُنظر إلى حضوره بين الأميركيين كمؤشر على الصداقة تجاه معتنقي الديانات الأخرى، ولكن بعض الأوساط اليهودية، تقول الصحيفة، رأت في سماحه بنسخة باللغة اللاتينية من قداس "الجمعة العظيمة" يدعو إلى تحول اليهود إلى المسيحية إهانة وإساءة، قائلة إن على البابا أن يكون في أوج عطائه وأدائه الدبلوماسيين خلال لقاءيه المرتقبين مع الزعماء اليهود، غير أن الصحيفة تحاشت بالمقابل الإشارة في هذا السياق إلى الاقتباسات التي أشار إليها البابا في إحدى محاضراته واعتبرت على نطاق واسع مسيئة للإسلام والمسلمين. زيمبابوي والاستحقاق المؤجل: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على الأزمة السياسية التي تعرفها زيمبابوي منذ الانتخابات التي مر على إجرائها ثلاثة أسابيع ولم تظهر نتائجها بعد. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن جل المؤشرات تفيد بفوز المعارضة بالنظر إلى أن الناخبين الزيمبابويين ضاقوا ذرعاً بحكم الرئيس موجابي الذي يمسك بزمام السلطة في البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا في 1980، إلا أن هذا الأخير يأبى التنحي؛ حيث أشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع في زيمبابوي مزرية إلى درجة دفعت الملايين إلى النزوح إلى البلدان المجاورة، وأن 80 في المئة ممن اختاروا البقاء أو اضطروا إليه يعانون البطالة ويعولون على المساعدات الخارجية. وما يكرس هذه الحالة السيئة، حسب الصحيفة، هو التضخم الذي بلغ مستويات خيالية حيث قُدرت نسبته في شهر فبراير بـ164900 في المئة. وقالت الصحيفة إن جل المؤشرات تدل على فوز زعيم المعارضة مورغان تسفانغيراي وحزبه "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، غير أن الحزب الحاكم دعا إلى إعادة فرز الأصوات، وهي خطوة من شأنها أن تعيده إلى السلطة، كما تقول. كما أن حكم أحد القضاة بعدم ضرورة الإفراج عن النتائج الأصلية غذى الشكوك حول احتمال قيام الحكومة بملء صناديق الاقتراع بالأصوات المزورة قبل إعادة فرزها. وفي ختام افتتاحيتها، تأسفت الصحيفة لكون قمة زعماء بلدان منطقة جنوب أفريقيا التي انعقدت الأسبوع الماضي فشلت في التدخل وممارسة الضغوط على موجابي، قائلة إن سقف التوقعات قُلص حتى قبل الاجتماع من قبل الرئيس الجنوب أفريقي تابو مبيكي الذي ذهب إلى حد نفي وجود أزمة في زيمبابوي، من الأساس. إعداد: محمد وقيف