بينما نحرص على إظهار تمسكنا بأسلوب التفاهم مع الآخر ومحاورته، يتوجب علينا من باب أولى أن نفعل الشيء ذاته فيما بيننا وتجاه بعضنا البعض. لذلك فإن ما تفضل به الدكتور حسن حنفي في مقاله الأخير "القمة العربية... مقاطعة أم حوار؟"، هو عين الصواب، بل هو أضعف الإيمان فيما يتعلق بمستوى التواصل والتضامن الذي يجب أن تكون عليه علاقاتنا العربية -العربية. وأرى أن الكاتب كان مصيباً حين أكد على ضرورة الحوار بين ما نسميه تياري "الموالاة" و"المعارضة"، أو "التطرف" و"الاعتدال"... تحقيقاً للأهداف والمصالح العربية، وباعتبار أن علاقة ذينك التيارين تكاملية وليست تبادلية، وأنهما يمثلان وجهين للشرعية. الآخر يأتلف، بمتطرفيه ومعتدليه، ونحن نزداد تباعداً وانقساماً، ومن ثم نزداد ضعفاً. بيد أن الاعتدال مشتق من العدل، ولا وجود لاعتدالٍ بدون عدل، أما التطرف فهو مجافاة الحق، ولا يمكن لصاحب الحق أن يكون متطرفاً! مسعود فهمي- دبي