أعتقد أن ما أثاره مقال الكاتب روبرت دي كابلان: "الناتو: تفاوت القدرات وافتراق الإرادات"، يعد مسألة جوهرية بالنسبة لمستقبل الحلف الأطلسي. فهذا الحلف يواجه الآن أزمة هوية، إن جاز التعبير. فالتهديد الشيوعي الأحمر انهار وانتهى، وما تبقى في العالم من تهديدات، على جسامته، يقتضي من الحلف الأطلسي أن يركز على العمل الدفاعي الوقائي، من قبيل ضخ جرعات التنمية ومحاربة الفقر والحرمان في الدول المضطربة والفقيرة، وذلك لضمان الاستقرار العالمي. أما الجهد الهجومي، فلا أرى أن في العالم اليوم قوة عسكرية يشكل وجودها مبرراً لتمدد الحلف، وزيادة عدد أعضائه. نعمان جميل- لندن