ضغوط لتحريك عملية السلام... و"بيريز" حقق إنجازات في باريس الجهود الأميركية لتحفيز عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، و"التحدي" الذي ينتظر جون ماكين وبقية المرشحين الرئاسيين الأميركيين بخصوص سياسة بلدهم الخارجية، وحصيلة زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الأخيرة إلى فرنسا... مواضيع نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. أميركا وعملية السلام: صحيفة "هآرتس" نقلت ضمن عددها لأول أمس الاثنين عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن الرئيس الأميركي جورج بوش يعتزم تكثيف الضغوط على إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل إحراز تقدم دبلوماسي مهم. ويأتي ذلك في وقت تعرف فيه المنطقة تحركاً دبلوماسياً أميركياً نشطاً مع زيارة نائب الرئيس ديك تشيني إلى المنطقة هذا الأسبوع، ثم زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لاحقاً. ونقلت الصحيفة عن المصدر الأميركي قوله أيضاً إن بوش يتوقع من إسرائيل خطوات حقيقية على طريق تنفيذ رؤيته حول الدولتين، موضحاً أنه إذا كانت الولايات المتحدة لا تنوي إجبار إسرائيل على أي شيء، فإنها تتوقع من حكومة أولمرت الحسم بشأن موقفها من المسألة، وهو ما استشفت منه الصحيفة "تهديداً ضمنياً" بأنه في حال غياب التقدم، فإن الإدارة الأميركية ستُحمل إسرائيل مسؤولية الفشل. كما قالت الصحيفة إنه إذا كان "أولمرت"، الذي يفتخر بـ"علاقته الشخصية الفريدة" مع الرئيس بوش، مهتماً حقاً بحل الدولتين، فعليه أن يشجع صديقه الأميركي على استغلال ما تبقى من فترته في البيت الأبيض لجسر الهوة بين الجانبين. ولهذا الغرض، ترى الصحيفة أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يثبت من خلال خطوات عملية أنه وبما تعهد به في نوفمبر الماضي بأنابوليس حيث التزم ببذل قصارى جهده من أجل صياغة اتفاق نهائي في غضون عام. وأعربت الصحيفة في ختام افتتاحيتها عن أملها في أن يحذو الرئيس الأميركي السابق حذو من سبقوه: رونالد ريجان، وجورج بوش الأب، وبيل كلينتون، الذين لم ينهوا تدخلهم في النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي حتى بعد انتخاب الشعب الأميركي لمن سيخلفهم، قائلة إن الضغوط الرامية إلى وضع حد لإراقة الدماء وضمان مستقبل إسرائيل "كبلد يهودي وديمقراطي" هي ضغوط مرحب بها. تحدي "ماكين": صحيفة "جيروزاليم بوست" علقت في افتتاحيتها ليوم الاثنين على الزيارة التي يقوم بها "جون ماكين" مرشح "الجمهوريين" للانتخابات الرئاسية إلى إسرائيل هذا الأسبوع في إطار جولة تشمل أيضاً العراق وفرنسا وبريطانيا، معتبرة أن الزيارة في هذه الفترة المزدحمة من الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة إنما تبرز الأهمية التي يعلقها على العلاقة الأميركية- الإسرائيلية. ولكن بالمقابل لفتت الصحيفة الانتباه إلى أنه إذا كانت تتفق مع "ماكين" على أهمية مواصلة التغيير الاستراتيجي الأميركي الناجح في العراق والبناء عليه، فإنها ترى أن "السعي إلى الانتصار في العراق لا يمثل في حد ذاته سياسة خارجية"، حيث ترى أن نقطة الضعف الأميركية على الساحة الدولية لا تكمن في ضعف القوة العسكرية أو العلاقات العامة، وإنما في أن "دول العالم ترى أن الغرب منقسم ومهدد إلى درجة يعجز معها عن استجماع قوته الجماعية العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية اللازمة لمواجهة إيران". وحسب الصحيفة، فإن نقطة الضعف هذه هي التي يتوجب على ماكين والمرشحين الرئاسيين الآخرين معالجتها، مشيرة إلى أن "ماكين" لم يُظهر بعد كيف ينوي النجاح في كسب "قلوب وعقول" الديمقراطيات الأخرى وتعبئتها من أجل هذه الجهود، ومشددة على أهمية أن يوضح هذه الأمور خلال زيارته إلى لندن وباريس على اعتبار أن هاتين العاصمتين تشكلان المكان المناسب بالنسبة لـ"ماكين" للدعوة إلى "جبهة موحدة" بين أوروبا والولايات المتحدة في مواجهة إيران. "انزعوا الأقنعة": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" مقالاً لـ"جادي جفرياهو"، وهو مدير منتدى "يود بيت بهيشفان"، الذي أسسته منظمات صهيونية دينية بهدف التشجيع على التسامح والانفتاح، وفيه ذكَّر الكاتب بأنه سبق لمتطرفين يهود أن اقتحموا مدارس إسلامية وارتكبوا جرائم مروعة في حق العرب، وذلك على خلفية الهجوم الذي نفذه في وقت سابق من هذا الشهر عربي على مدرسة دينية يهودية في القدس وأسفر عن مقتل وجرح العشرات من الإسرائيليين. وفي هذا السياق، قال كاتب المقال إن المرء لا يمكنه أن ينسى اليهودي الذي دخل جامعة إسلامية في مدينة الخليل حاملاً مسدساً رشاشاً وقتل ثلاثة طلبة؛ فحُكم عليها بالسجن مدى الحياة ثم حظي لاحقاً بعفو رئاسي، مضيفاً أن الشخص هو اليوم حاخام ينشر مقالاته في عدد من الصحف. كما قال إننا لم ننس القاتل اليهودي الذي قتل سبعة عمال عرب في "جان هافراديم" في 1990، قائلاً "انزعوا الأقنعة". كما قال "جادي جفرياهو" إن المرء لا يستطيع أن ينسى الحاخامات الذين طلبوا أن يُسمح لقاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي المغتال إسحاق رابين بالزواج، متسائلاً: هل كنا سنسمح لمنفذ الهجوم على المدرسة اليهودية بأن يتزوج وينجب أطفالاً لو أنه كان ما يزال على قيد الحياة؟ "رؤية الرئيسين": هكذا عنونت صحيفة "هآرتس" افتتاحية عددها ليوم الأحد، والتي أفردتها لقراءة في حصيلة زيارة الدولة التي قام بها مؤخراً الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى فرنسا والتقى خلالها بالرئيس نيكولا ساركوزي. وترى الصحيفة أنه بغض النظر عن الكيفية التي يقرأ بها المرء سياسات ساركوزي تجاه البلدان العربية وإسرائيل، إلا أن ذلك لا يقلل من شأن "الإنجاز المبهِر" الذي حققه "بيريز"، والمتمثل –حسب الصحيفة- في أنه كسب تأييد فرنسا -وهي واحدة من أهم بلدان العالم- لرؤية "قناة البحر الميت" و"وادي السلام"، وانتزع تعهدا من ساركوزي بجعل موضوع النهوض بعلاقة إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي واحدة من أولوياته حين يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في يوليو المقبل، وحصل على التزام فرنسي بمنع إيران من أن تصبح قوة نووية، وأُعرب له عن "التضامن الكامل" مع "حرب إسرائيل على الإرهاب" ونيتها العمل على إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى. الصحيفة قالت إن "بيريز" أعلن للصحفيين الفرنسيين أن السياسة الفرنسية حول الموضوع تقوم على التمسك بالمبادئ التي تتبناها اللجنة الرباعية الدولية وتلتزم بها إسرائيل، ورأت أن ساركوزي يوفر، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني "جوردون براون" والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، "دعماً واسعاً لإسرائيل في العواصم الرئيسية الثلاث المهمة"، معتبرة أن كل ما ينبغي على إسرائيل أن تفعله "في هذه الظروف النادرة" هو أن تثبت لمؤيديها في العالم أن كلمات رئيسها ورؤيته لدولة فلسطينية -والتي تقتضي بالطبع وقفاً للاستيطان وتفكيكاً لـ"المستوطنات العشوائية"- هي رؤيتها كذلك. إعداد: محمد وقيف