كثرت في الفترة الأخيرة الكتابات الفكرية المبشرة، أو بالأحرى المنذرة بتقلص دور الأنساق السياسية التقليدية المعروفة، وبزوغ أدوار أكبر لأنساق جديدة كالفاعلين غير الحكوميين والشركات متعددة الجنسيات، وسواها. وفي هذا السياق جاء مقال المفكر آلفن توفلر: "البيروقراطيات العملاقة... وما بعد المجتمع الصناعي"، وكأنه يضخ نفَساً تحليلياً "علمياً" على هذا النوع من الأطروحات. والحقيقة أن الأنساق السياسية والاقتصادية التقليدية ضرورية، ولا يمكن تقليص دورها أبداً لتنظيم علاقات المجتمعات الإنسانية. فالأشكال غير الحكومية من المنظمات والشركات قليلاً ما تولي أهمية للالتزامات الاجتماعية والاقتصادية الضخمة التي تضطلع بها الأطراف الرسمية في المجتمعات الإنسانية المعاصرة، ولذلك فهي ليست بديلاً، أو هي بديل خطير. عبدالوهاب حامد - الخرطوم