نحن في العراق بحاجة إلى أن نحمي الدين من السياسة وليس العكس، وأن الخطأ الشائع، وللأسف الشديد، هو أن البعض يحذر من مخاطر تدخل الدين في السياسة، وهذا أمر غير ممكن ومن المستحيل تحقيقه، خاصة في العراق الذي لعب فيه الدين دوراً محورياً منذ تأسيس العراق الحديث ولحد الآن، فحركة الجهاد في عام 1917 وثورة التحرر في عام 1920 وحركات المواجهة مع الاحتلالات الأجنبية، كلها دينية الطابع والمنشأ والشعارات، إنما الصحيح هو التحذير من خطر تدخل السياسة في الدين، والى هذه الحقيقة انتبه ما يسمونهم هنا في الولايات المتحدة الأميركية بـ(الآباء المؤسسين) الذين كتبوا الدستور الأميركي عام 1789، فنص التعديل الأول في دستور الولايات المتحدة الاميركية الذي تم في 28 يونيو 1789 على الآتي: (لن يصدر الكونجرس أي قانون بصدد ترسيخ الدين أو منع ممارسته)، وبهذا النص حمى الدستور الأميركي الدين من السياسة، دون أن يمنع تدخل الدين في السياسة، ولذلك يخطئ من يتصور بأن الدين ليس له دور يذكر في الحياة العامة في بلدان ما يسمونه بالعالم الحر. نزار حيدر- واشنطن