أعتقد أن ما أشارت إليه الكاتبة هيلينا كوبان في مقالها: "لبنان... لماذا لم ينزلق إلى الحرب الأهلية؟"، من كون تراكمات وآثار الاحتراب الطائفي المرير هي صمام الأمان الذي حال بين الوضع في بلاد الأرز وبين المزيد من التردي والتصعيد، ربما يكون قريباً من الحقيقة، وإن لم يكن هو كل الحقيقة. فثمة أيضاً كوابح وصمامات أمان أخرى، منها الضغوط العربية والدولية، وضغط الشارع اللبناني نفسه على الفريقين "المعارضة" و"الموالاة"، أي من يقفون ووجوههم إلى السراي، ومن يقفون وظهورهم إليه. فقد ولَّى زمن تجارة الاحتراب الطائفي، وانتهت أيام الغليان والفلتان وخطوط التماس بين بيروت الشرقية والغربية. هذا إضافة إلى كون الفريقين شبه متساويين في الشعبية، ما جعل إغراء الإجهاز على منافس أو خصم ضعيف غير وارد في أذهان قادة "المعارضة" ولا "الموالاة". عادل محمود - الشارقة