يوم أمس الثلاثاء، وتحت عنوان "خمسون عاماً على الوحدة المصرية- السورية"، قرأت مقال الدكتور أحمد يوسف، وفي رأيي من أسعد الذكريات التي تمر بي، هي ذكريات الوحدة بين مصر وسوريا. وبعيداً عن التحليلات السياسية التي صدرت بعدها، وبعيداً عن الهجوم أو الاستحسان على تلك التجربة، فإن أيام الوحدة أيام لا تُنسى. كانت إذاعة أغنية شهيرة للمطربة صباح تقول فيها (من الموسكي لسوق الحميدية أنا عارفة السكة)، وهي أبلغ تعبير على الوحدة والتكامل الشعبي، وكنا نرددها دون التمعن فيها. واليوم وبعد 50 عاماً على الوحدة، يقولون إن التجربة كانت تنقصها... وفاشلة وغير صحيحة... إلخ، من ألفاظ هي في الأساس لا تنطبق على عهد مضى من 50 عاماً. ارجعوا بعجلة التاريخ 50 عاماً - مجرد تخيل - وأحكموا على التجربة، وبما أن هذا مستحيل الحدوث، فبالتالي مستحيل أن يكون حكمك على التجربة صحيحا. إذاً فلنجعلها أسطورة وحكاية تاريخية نرددها من حين لآخر لأولادنا وأحفادنا، ومن دون تلك التحليلات. ومن دون تلك الفلسفة التي لن تقدم شيئا ولا حتى العبر، فزمن وتاريخ الأبطال لا يُقاس بمقاييس هذا العصر. محمد عبدالسميع- القاهرة