أثار الدكتور خليفة علي السويدي في مقاله الأخير قضية في غاية الأهمية، ألا وهي مسألة الهوية والانتماء، فكم من شخص ينتمي إلى بلد ما بالهوية والانتماء، لكنه مشدود بولائه نحو فضاء اجتماعي وثقافي آخر، برموزه ونمط حياته ومفردات تعاطيه اليومي... أما الكينونة الثقافية لمحيطه الوطني، فيراها بعين الاستنقاص والدونية. وهنا ألاحظ التهميش الذي أصبحت تعانيه اللغة العربية في مجتمعاتنا الحالية، بسبب نظرة أشخاص على تلك الشاكلة. وأذكر أن أستاذاً أميركيا زار إحدى الدول العربية، فقال لمستقبله: لم أر مجتمعكم الوطني، بل شاهدت نسخة مقلدة من بلدي فحسب! كما أذكر مفارقة أخرى، وهي أن الشركات الغربية التي تصدر منتجاتها إلى الأسواق العربية، كثيراً ما ترفقها بنشرات عربية، بينما نجد كثيراً من الشركات في البلاد العربية، تحرص حرصاً شديداً على أن تكون إعلاناتها ونشراتها وعروضها ومواقعها الإلكترونية... كل ذلك باللغة الأجنبية فحسب... فأي مفارقة هذه! سمير عيد- القاهرة