لم يفتأ الدكتور عبدالوهاب المسيري يقدم الجديد بعد الجديد في معالجاته الرائدة حول الحركة والأيديولوجيا الصهيونيتين والتاريخ اليهودي وبنية الدولة الإسرائيلية... وفي مقاله عن "المعسكرات النموذجية والحقائق الكاذبة"، أطلعنا على وجه آخر من أوجه الأسطورة الهائلة التي صنعتها الصهيونية حول المعسكرات التي أقيمت لليهود خلال الحرب العالمية الثانية. فتلك التجمعات المعزولة، أغلبها لم تكن معتقلات، بل كانت "معسكرات نموذجية"، لها إدارتها المحلية الخاصة ونظامها الداخلي ومؤسساتها الخدمية والتجارية والأمنية... لذلك ربما كانت تلبي رغبة دفينة لدى سكانها في الانعزال والخروج من أسر المجتمع الذي طالما عاملهم بازدراء وتعال. لكن وأنا أقرأ المقال، لم تفارق مخيلتي صورة جدار الفصل العنصري في فلسطين، فما هي الجذور التاريخية لرغبة كهذه في الانعزال والتحصن وراء الجدر والحواجز؟! أيمن فهمي- الشارقة