ركز الدكتور حسن حنفي في مقاله الأخير على ما سماه "مفارقات العلمانية السلفية"، لينتهي إلى أن العلمانية، كما تطبقها بعض النخب في البلدان الإسلامية، لا تختلف من حيث الجوهر عن السلفية الدينية، فهي أيضاً وقعت في التحجر والجمود وأصبحت عقيدة تتجاوز كل الأزمنة والحقب، بينما أصبح الإسلام رؤية متجددة بتجدد العصور! لكني لا أرى مسوغاً لحكم كهذا على العلمانية، فهي نمط من التفكير العقلاني، يجعل من الإنسان، كذات واعية وحرة ومسؤولة، مرجعية مركزية في إنتاج القيم والمفاهيم وفي تدبير علاقات الشأن العام وتناقضاته وسائر قضاياه. وطالما أن محورها الإنسان ومرجعها العقل، لا يمكن للعلمانية إذن أن تتقادم أو أن يتجاوزها الواقع، فالواقع هو منهلها والعقل الذي يؤمن بالتجدد والتغير والنسبية، أي بعالم ما دون المطلق، هو متكؤها! فهي بالضرورة، نظاماً وفلسفة، حيوية باستمرار. خالد عوض- القاهرة