التكيُّف مع ارتفاع أسعار النفط... وضغوط الاعتراف باستقلال كوسوفو ------------- دعوة للاعتراف باستقلال كوسوفو، وحصيلة 49 عاماً من حكم فيديل كاسترو لكوبا، وضرورة التكيف مع ارتفاع أسعار النفط المرتفعة، وتأخر في تنفيذ الاتفاق حول تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي... مواضيع نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "الاعتراف بكوسوفو": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "تورونتو ستار" الكندية لافتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء، والتي دعت فيها إلى الاعتراف بدولة كوسوفو الجديدة، معتبرة أن "طلاق كوسوفو من صربيا حُسم بشأنها منذ اليوم الذي أرسل فيه سلوبودان ميلوسوفيتش قواته لسحق الإقليم الثائر في 1999 خلال حروب البلقان التي قُتل فيها نحو 10000 كوسوفي". واعتبرت الصحيفة أنه إذا كانت كندا في عهد رئيس الوزراء السابق جون كريتيان قد تحركت بسرعة ضمن منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" لوقف عمليات التطهير العرقي وإنقاذ الأرواح البشرية من خلال حملة القصف الجوي ضد القوات الصربية في كوسوفو، فإنها مطالَبة هذه المرة أيضاً، في عهد رئيس الوزراء الحالي ستيفان هاربر، بألا تؤخر الاعتراف بكوسوفو. وذلك على اعتبار أن من شأن الاعتراف بها أن يبعث برسالة واضحة إلى القوميين الصرب "الذين استقبلوا إعلان كوسوفو الاستقلال بالقنابل والمتفجرات" مؤداها أنهم لا يمكنهم إعادة فرض حكم بلغراد. ومن جهة أخرى، قالت الصحيفة إنه يمكن تفهم حرص هاربر على ألا يكون في مقدمة المعترفين باستقلال كوسوفو، بالنظر إلى المخاوف من إيقاظ النعرة الانفصالية في إقليم كيبيك. ولكنها رأت أنه "الآن وقد اعترفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالدولة الصغيرة الجديدة، فعلى كندا أيضاً أن تنسج على المنوال نفسه"، مضيفة أنه إذا كانت أوتاوا قد دافعت عن كوسوفو في 1999، فإنه "مازال لديها اليوم واجب للوقوف إلى جانب المليوني مسلم ألباني الذين يشكلون سكان الإقليم". عودة كوبا إلى المجتمع الدولي: صحيفة "ذا أستراليان" خصصت افتتاحية عددها لأمس الخميس لقراءة حصيلة فترة حكم الزعيم الكوبي فيديل كاسترو في ضوء إعلانه الأخير تنحيه عن الرئاسة وقيادة القوات المسلحة بعد نصف قرن تقريباً من الحكم. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن "الشيوعية شكلت دائماً فشلاً ذريعاً حيثما جربت؛ وكوبا لم تشذ عن هذه القاعدة". وفي هذا السياق، قالت الصحيفة "إن الكوبيين الذين حُرموا من صناديق الاقتراع اختاروا التصويت بأرجلهم، حيث فر نحو مليوني كوبي عبر البحر إلى ولاية فلوريدا الأميركية منذ 1959 بحثاً عن الحرية السياسية والفرص الاقتصادية"؛ في حين كان مصير 70000 آخرين الغرق في المياه التي تعج بأسماك القرش أثناء محاولتهم الوصول إلى الضفة الأخرى. الصحيفة نقلت عمن يتلمسون الأعذار للنظام الكوبي قولهم إن الصعوبات الاقتصادية في البلاد مردها إلى الحظر التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة على الجزيرة، ولكنها اعتبرته كلاماً يفتقر إلى المنطق، قائلة إنه بالرغم من أن الشيوعيين الكوبيين يدعون أن الرأسمالية عموماً، والولايات المتحدة خصوصاً، تستغل العمال، فإنهم يتوقون إلى التجارة مع أميركا، موضحة أنه بالرغم من الخطاب الرسمي، إلا أن كوبا تشتري من الولايات المتحدة 350 مليون دولار من المنتجات الزراعية. وعلاوة على ذلك، فإن الكوبيين "المنفيين" يرسلون إلى أسرهم الأقل حظاً في كوبا نحو مليار دولار من التحويلات المالية سنوياً؛ كما أن 20000 كوبي يتم قبولهم في الولايات المتحدة كل عام، وهو ما يمثل "صماماً لمرجل الضغط، لولاه لانفجر البلد منذ زمن طويل"، كما تقول الصحيفة. التكيف مع ارتفاع أسعار النفط صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية أفردت افتتاحية عددها أمس الخميس للتعليق على ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية، حيث أغلقت الأسعار في الأسواق الدولية يوم الثلاثاء متجاوزةً سقف المئة دولار للبرميل. ورأت الصحيفة أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط يؤكد ضرورة أن يستعد المستهلكون لمزيد من الارتفاع في الأسعار، وهو "خبر غير سار بالنسبة للصين التي تستورد النفط، والتي ما فتئت شهيتها له تزداد". وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن واردات الصين من خام النفط قفزت العام الماضي إلى 159.28 مليون طن، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 14.7 في المئة، وإلى أن نحو 46 في المئة من استهلاك خام النفط في البلاد يأتي من الواردات. ومن جهة أخرى، شددت الصحيفة على أهمية أن تواجه الحكومة الصينية الحاجة الماسة والملحة لإصلاح نظام تسعير الطاقة، مشيرة إلى أن الكلفة الإضافية التي تنتج عن آلية تسعير الطاقة المعتمدة الحالية من أجل التحكم في الأسعار الداخلية للنفط تبعث على القلق. واعتبرت أنه إذا كانت الأسعار المنخفضة نسبياً للمنتجات النفطية المصفاة تساعد على التحكم في التضخم؛ فإن التكلفة التي تقتسمها الحكومة والمصافي من أجل دعم أسعار النفط في السوق الداخلية مكلفة جداً، حيث قُدرت العام الماضي بنحو 170 مليار "يوان"، وهو ما يمثل 0.9 في المئة من الناتج الداخلي الإجمالي للبلاد، لتخلص إلى أن إصلاح هذه الآلية بات ضرورة ملحة. "نووي" كوريا الشمالية: صحيفة "جابان تايمز" علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على ذكرى مرور عام على الاتفاق الذي توجت به المحادثات السداسية اجتماعاتها في فبراير 2007، والقاضي بإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي على مراحل؛ مشيرة إلى أن عملية تفكيك هذا البرنامج لم تحرز التقدم الذي كان متوقعاً لها. وفي هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أن تعطيل المنشآت النووية لم ينفذ بشكل كامل، ولم يتم إحراز تقدم على صعيد كشف بيونج يانج عن جميع برامجها النووية. فقد رفضت واشنطن، في أواخر العام الماضي، ما ادعته كوريا الشمالية من أنها قدمت قائمة ببرامجها النووية. وفي أوائل فبراير الجاري، أعلن سونج كيم، المسؤول المكلف بالشؤون الكورية في وزارة الخارجية الأميركية، بعد زيارته لبيونج يانج، أن هذه الأخيرة لم تقدم القائمة. وقالت الصحيفة إنه إذا كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل صادقاً، وهو الذي قال في وقت سابق بضرورة تنفيذ الاتفاق، فعليه أن ينفذ التزام بلده بتفكيك البرنامج النووي بطريقة لا تترك أي شكوك بشأن صدقها وجديتها، مضيفة أن من شأن القيام بذلك أن يسمح لجميع الأطراف المشاركة في المحادثات بالتصرف وفق مبدأ "خطوة مقابل خطوة". واختتمت افتتاحيتها بالقول إن الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب، لي ميونغ باك، أعلن عزمه على وضع تخلي كوريا الشمالية عن برامجها النووية ضمن أولى أولوياته، داعية الولايات المتحدة واليابان والصين وكوريا الجنوبية وروسيا إلى التنسيق والتعاون لحث كوريا الشمالية على الوفاء بتعهداتها، بالأفعال لا الأقوال. إعداد: محمد وقيف