لا يبدو أن التفاؤل الذي عبرت عنه تصريحات الوسطاء الدوليين العاكفين حالياً على محاولة لحلحلة الأزمة الكينية، تفاؤل يعكس الحقيقة. فالأزمة التي يتسع نطاقها، وتتداخل فيها يوماً بعد يوم عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية... ليس من السهولة إطلاقاً تفكيك التشابك القائم فيها أو الوصول إلى حل لاحتوائها في القريب العاجل. فهناك ميراث من التجاوزات والأحقاد ومطالب الثأر... راكمتها الدولة الأفريقية الحديثة، وسط استقطاب إثني ضاعف من صعوبة الاندماج الوطني وتخطي آثار السياسة الاستعمارية البريطانية في البلاد. وعليه فإنه يبدو لي من السابق لأوانه ذلك الحديث عن الحل، بل ربما يحتاج الكينيون إلى وقت كي يفرغوا شحنات الطاقة الداخلية المتراكمة، وليدركوا بالتجربة أن سِلماً أهلياً محدوداً أفضل لهم جميعاً من الفوضى المنطلقة! اسماعيل نصر الدين - القاهرة