مصير كوسوفو خارج الأمم المتحدة... و"الناتو" يخسر في أفغانستان سجال في كندا حول"المهمة الأفغانية"، ومصير كوسوفو يتم حسمه خارج الأمم المتحدة، وأستراليا بحاجة إلى مدرسين أكفاء، ومطلوب إماطة اللثام عن ماضي بيونج يانج النووي... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. كندا والورطة الأفغانية: في مقاله المنشور في "تورنتو ستار" الكندية يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان "على الكنديين أن يبتوا في المهمة الأفغانية"، لفت "هارون صديقي" الانتباه إلى أن حكومة "المحافظين" برئاسة "ستيفن هاربر" والجيش الكندي وكثير من وسائل الإعلام تخبر الكنديين بنجاح مهمة قواتهم في أفغانستان، كما أن "طالبان" تتراجع، والكثير من المدارس تبنى داخل أفغانستان، وكم من الآبار تحفر والطرق التي تُعبد، وأن الأفغان يريدون للقوات الكندية وقوات التحالف أن تبقى... بعض ما سبق قد يكون صحيحاً، لكن الصورة الإجمالية في أفغانستان سيئة جداً، وثمة خوف في عواصم "الناتو"، وهنالك أزمة في كندا، خاصة أن رئيس الوزراء "ستيفن هاربر" يحاول تمديد مهمة قوات بلاده في أفغانستان. الآن ثمة قناعة كبيرة بأن "الناتو" لم ينتصر وأن المتمردين يوسعون دائرة الخوف في الجنوب الأفغاني، وهذه القناعة تقرها دراسات حديثة أجراها "المجلس الأطلسي" وهو بيت خبرة بالتعاون مع "مجلس سينلس"، وهو جهة غير حكومية لديها مقرات في كابول ولندن وبروكسل ويعمل لديها خمسون باحثاً، إضافة إلى "مجموعة دراسة أفغانستان" التي يشارك في رئاستها الجنرال "جيمس جونز" القائد السابق لحلف شمال الأطلسي، و"توماس بيكرينج" سفير أميركا السابق في الأمم المتحدة. وحسب الجنرال "دان ماكنيل" قائد "الناتو" في أفغانستان، لا يزال الحلف يفتقر إلى قوات، فعناصره التي يصل عددها في أفغانستان إلى 45 ألفا غير كافية لتفعيل مهامه في هذا البلد، وإذا كان "الناتو" راغباً في تطبيق النمط الأميركي في مواجهة التمرد الأفغاني، فإنه سيحتاج إلى 400 ألف عنصر. وعلى صعيد آخر تفاقمت معضلة الأفيون، إذ وصل إنتاجه في أفغانستان خلال العام الماضي إلى 8200 طن بزيادة قدرها 34%. موقف المعارضة الكندية، أي الحزب "الليبرالي"، يبدو واضحاً: لندعم تمديداً محدوداً لمهمة القوات الكندية داخل أفغانستان، وفق شروط معينة، وهو ما يمكن القول إنه يتقاطع مع موقف بريطانيا. أقل الخيارات ضرراً: خصص "جوين داير" مقاله المنشور في "جابان تايمز" اليابانية يوم الأحد الماضي، لتسليط الضوء على المشهد الراهن في صربيا، لا سيما بعد فوز "بوريس تاديش" في الانتخابات الرئاسية، الكاتب، وهو صحفي مقيم في لندن ويكتب في 45 مطبوعة حول العالم، يرى أن فوز "تاديش" في هذه الانتخابات يعد جيداً إذا ما قورن بسيناريو آخر يأتي بمنافسه القومي المتطرف "تيموسلاف بيكوليتش"، الوزير السابق في حكومة "سلوبودان ميلوسيفتش، واتهم في السابق بارتكاب جرائم حرب وبالتحديد في التسعينيات أثناء الاحتلال الصربي لشرق كراوتيا. "تاديش" فاز بفارق بسيط ، حيث حصل على 50.5% من الأصوات مقابل 47.7% لـ"نيكوليتش". هذا يعني إمكانية استقلال إقليم كوسوفو عن صربيا دون اندلاع حرب بلقانية جديدة؛ فـ"تاديش"، وعلى رغم معارضته لاستقلال الإقليم، إلا أنه وعد بعدم استخدام القوة لمنع وقوع هذا السيناريو. من جانبه اتخذ الاتحاد الأوروبي أولى الخطوات التي تدخل ضمن تفاعل أوروبا الموحدة مع نتائج الانتخابات الرئاسية الصربية، حيث تم الإعلان عن أن "قوة السلام والعدالة" الأوروبية المكونة من 1800 عنصر شرطي ستحل محل قوة الأمم المتحدة الراهنة في كوسوفو. معظم عناصر هذه القوة المرتقبة موجودون حالياً ضمن المهمة الأممية في الإقليم لكنهم يرتدون القبعات الزرق، وهؤلاء عليهم تغيير قبعاتهم لأن ما سيحدث في كوسوفو سيكون وفق قواعد الأمم المتحدة غير قانوني. فعلى الرغم من أن المسلمين الألبان يشكلون 90% من سكان الإقليم البالغ عددهم مليوني نسمة، فإن كوسوفو من الناحية القانونية جزء من صربيا وذلك منذ عام 1912، وحتى لو لم يكن الروس رافضين لاستقلال الإقليم، فإنه ليس لدى مجلس الأمن سلطة تفكيك دولة ذات سيادة. ومن ثم يمكن استقلال كوسوفو خارج قواعد الأمم المتحدة، خاصة أن كل التطورات التي جرت في الإقليم خلال العقد الماضي، كانت خارج القواعد والأسس المعمول بها في المنظمة الدولية، بما في ذلك حملة "الناتو" العسكرية التي استغرقت 78 يوماً لإجبار ميلوسيفتش على سحب قواته من الإقليم. سكان الإقليم ينشدون الدعم الغربي لتحقيق استقلالهم عن بلجراد، خاصة بعدما فشلت مفاوضاتهم مع الصرب أواخر العام الماضي والتي رعتها الأمم المتحدة طوال سنتين كاملتين في إحراز أي تقدم، ومع رفض روسيا استقلال الإقليم، سيكون من المستحيل إصدار قرار أممي يقضي باستقلال كوسوفو. لكن إذا تم تحويل بعثة الأمم المتحدة في الإقليم إلى مهمة أوروبية، فإن سكان كوسوفو سيعلنون استقلالهم من جانب واحد في غضون أسبوع أو أسبوعين وسيعدون بضمان أمن الأقلية الصربية الموجودة داخل الإقليم. وفي حال حدوث هذا السيناريو، ستعترف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فوراً باستقلال كوسوفو، ولن يدخر الروس والصرب أي جهد في إبداء الشكوى، لكن دون فعل أي شيء، علماً بأن هذا السيناريو سيشكل خسارة كبيرة للقانون الدولي ولعلاقات الغرب مع موسكو. نحتاج مدرسين أكثر ذكاء: بهذه العبارة، كتبت "جوستين فيراري"، يوم أمس الاثنين عموداً في "ذي أستراليان"، خلصت خلاله إلى أنه قد حان الوقت كي يتوقف الأستراليون عن المراوغة في مجال التعليم، فأستراليا بحاجة إلى مدرسين، بل ومدرسين أكفاء. الكاتبة ترى أنه إذا كان رئيس الوزراء "كيفن رود" بصدد إجراء ثورة تربوية، فمن الضروري وقف التركيز على توفير حاسب آلي لكل تلميذ، أو توفير الأعلام في أفنية المدارس، وأن يتم التركيز على المدرسين، لا سيما وأن دراسة أجريت خلال الآونة الأخيرة تشير إلى أن مستويات الطلاب الأستراليين اليوم في الرياضيات والقراءة أقل مما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي، كما أن الإنفاق على التعليم قد ازداد خلال الأربعين عاماً الماضية بنسبة 250% لكن لم تترجم هذه الزيادة إلى مستويات تعليمية أفضل لدى الطلاب. ميزانية التعليم لم توجه إلى رواتب المدرسين التي تقل نسبياً عن رواتب المهن الأخرى، ما جعل التدريس مهنة ليست الأفضل في أستراليا، ومن ثم يظل التحدي الأول في عملية تثوير التعليم هو جذب المؤهلين أكاديمياً إلى مهنة التدريس. "حان وقت القرار": هكذا عنونت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم أمس الاثنين، مشيرة إلى أنه على الرغم من فشل كوريا الشمالية في الوفاء بوعدها المتمثل في إعطاء كافة البيانات المتعلقة ببرنامجها النووي في موعد أقضاه 31 ديسمبر 2007، فإن الخارجية الأميركية وأيضاً الكونجرس الأميركي بدأا مشاورات حول إمكانية شطب كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واحتمال وقف العمل بقانون "التجارة مع العدو" الذي يحظر التعامل التجاري مع بيونج يانج. لكن لماذا لم تلتزم بيونج يانج بموعد الإفصاح الكامل عن برنامجها النووي؟ السبب يعود إلى أنها تقاوم الاعتراف بأنشطة سابقة كانت تصر على إنكار وقوعها في السابق، لكن لا بد لكوريا الشمالية أن تدرك جيداً أنها لن تمضي قدماً إلا بعد أن تفصح تماماً عن كل ماضيها النووي. إعداد: طه حسيب