The Futurist التغير المناخي والحروب استشراف المستقبل عادة ما يكون المحور الرئيس لدوريةThe Futurist التي تصدر كل شهرين عن "جمعية المستقبل العالمي" ومقرها ولاية ميرلاند الأميركية. وتحت عنوان "اختبار للحياة على سطح القمر"، كتب "سينثيا جي. واجنر" تقريراً أشار خلاله إلى أن وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" تجري تجربة لإمكانية الحياة على سطح القمر، في القطب المتجمد الجنوبي، وذلك لتوفير أجواء مناخية ومعيشية معقدة تحاكي تلك الموجودة على سطح القمر. التجربة تقام في غرفة معزولة حرارياً بارتفاع ثمانية أقدام ومساحتها 384 قدما مربعا مجهزة بمجسات حرارية تمكن المهندسين من مراقبة ما يجري داخلها من تغيرات. الهدف من التجربة التي تأتي ضمن برامج "ناسا" لاستكشاف الفضاء، هو التمهيد لاستئناف إرسال رحلات فضائية مأهولة إلى القمر بحلول عام 2020. وحول التغير المناخي والصراعات العالمية، كتب "واجنر" مقالاً استنتج خلاله أن التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة لم تكن سبباً مباشراً للصراعات، لكن هذه التغيرات تؤدي إلى نقص المعروض من المياه والغذاء، مما يثير ويؤلب الشعوب على الحكومات، وربما يدفع بعض الدول إلى غزو جيرانها، ولدراسة العلاقة بين المناخ والصراع، جمع الباحثون بيانات عن تغير المناخ والحروب خلال الفترة الممتدة من عام 1400 إلى 1900 ميلادية التي شهدت، حسب الوثائق التاريخية 4500 حرب، ووجدوا أن سلسلة من المشكلات قد نشبت بعيد الفترات التي شهدت انخفاضاً في درجات الحرارة، في حين عاد الهدوء مرة أخرى في الفترات التي شهدت اعتدالاً في درجات الحرارة. ووجد القائمون على الدراسة أن عدد الحروب في العام الواحد، خلال القرون التي تعرضت فيها الأرض لموجات برد كانت ضعف عدد النزاعات في القرون المعتدلة كما في القرن الثامن عشر. الدراسة وجدت أن العلاقة بين التغيرات المناخية والصراعات هو نقص الغذاء وتراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية. ولفتت الدراسة الانتباه إلى أن عدد السكان كان يتأثر بالصراعات الناجمة عن التغير المناخي، ففي القرن السابع عشر حيث البرد القارص، وبعد أن وصلت الحروب في آسيا وأوروبا ذروتها تراجع عدد السكان في الصين خلال الفترة من 1620 إلى 1650 ميلادية بنسبة 43%، ثم عاود الارتفاع في الفترة من 1650 إلى 1800 ميلادية. "قضايا إسرائيلية": الجيش و"الصندوق القومي" صدر حديثاً عن "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية" (مدار) العدد رقم 28 من مجلته الفصلية "قضايا إسرائيلية"، وهو يضم عدة دراسات تتناول الصراعات المندلعة حول تقسيم الموارد وحول ماهية إسرائيل وتقاسم الأدوار والمسؤوليات فيها. ففي دراسة للبروفسور "راسم خمايسي"، حول "المركز والأطراف في إسرائيل وتبعاتهما التخطيطية والاجتماعية"، يتتبع الكاتب أهم التحولات في موقع ومكانة المركز في إسرائيل قبل وبعد قيامها، كما يحاول إبراز تبعات هذه العلاقة بين المركز والأطراف على الفجوات القائمة بين المناطق والتي لها ارتباط بالتركيبة القومية والإثنية والثقافية لسكان المركز مقابل الأطراف. أما الدكتور "ثابت أبو راس" فيتناول موضوع "الصندوق القومي اليهودي: الصراع على ماضيه ومستقبله"، مستقصياً تطور الصندوق ونشاطه قبل وبعد قيام دولة إسرائيل عام 1948. ثم يتوقف عند تأثير الصندوق اليوم ومكانته في المؤسسة الإسرائيلية، وتحليل الصراع الدائر حوله ومستقبل الأراضي التي يمتلكها، معتمداً بالأساس على مصادر وأدبيات صهيونية. ومن جانبه يحلل الدكتور "جاي بن بورات" عودة نتانياهو ثانيةً في تتبُّعٍ لتأثير "المحافظية الجديدة" على صنع السياسة في إسرائيل، ومصادر قوتها، كما يحاول الكاتب استشراف آفاق النموذج الجديد للسلطة بما يرتكز إليه من عقيدة هي أبرز معلم في تضاريس المنطق الأيديولوجي لليمين. ويتتبع البروفسور "يورام بيري" مسيرة "النُخبة العسكرية الجديدة في إسرائيل"، فهذه النخبة في العصر الأول لـ"بناء الأمة" كانت تقف على رأس جدول أولوياتها "الوطنية" قضية الأمن. وكان الجيش الإسرائيلي في قلب الإجماع، ويتمتع بمكانة رمزية عالية، وقد شكل أداة رئيسية في بناء "الأمة". وكانت النظرة إلى الجيش على أنه جسم غير سياسي وفوق النقد، وكان هناك تماثل بين النخبتين العسكرية والسياسية. لكن ذلك تغير كله في العصر الثاني، والذي هو عصر "الصراع حول تعريف الهوية"، وانعدام النجاحات في ميدان المعركة، وانعدام الإجماع على الأهداف القومية... وهي كلها أمور مست بمكانة الجيش الرمزية "ذائعة الصيت".