تصدُّع "ديمقراطي" بعد "الثلاثاء الكبير"... وسباق رئاسي "مُمسْرح" في روسيا! نتائج انتخابات "الثلاثاء الكبير" في الولايات المتحدة، وانتقادات لـ"مسرحية" السباق الرئاسي في روسيا، وتفاؤل إزاء إعادة انتخاب بوريس تاديتش رئيساً لصربيا، ودعوة للتشبث بالاتفاق المتعلق بتفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي... مواضيع من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. تصدُّعات "الثلاثاء الكبير": صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس لقراءة في نتائج انتخابات "الثلاثاء الكبير" بالولايات المتحدة؛ وخرجت بخلاصة تفيد بوجود تصدع كبير داخل الحزب "الديمقراطي" يصب في مصلحة المرشح "الجمهوري" جون ماكين، الذي بات أقرب المرشحين الرئاسيين للفوز بترشيح حزبه. وهكذا، رأت الصحيفة أن الحزب "الديمقراطي" منقسم على نفسه في ظل دعم الأميركيين الأفارقة لباراك أوباما، وتفضيل الناخبات لهيلاري كلينتون من جهة، ودعم الناخبين من أصحاب المهن اليدوية والأكبر سناً لكلينتون، واقتناع الناخبين الأغنى والأفضل تعلماً والأصغر سناً برسالة أوباما حول التغيير والتعهد ببداية جديدة. وذهبت الصحيفة إلى أن الافتقار إلى الإجماع في أوساط "الديمقراطيين" إنما يخدم مصلحة "الجمهوريين" وجون ماكين الذي وقف موقفاً "سليماً" من حرب العراق، حسب رأي عدد كبير من الأميركيين، بانتقاده استراتيجية إدارة بوش لمرحلة ما بعد الغزو، ودعمه بالمقابل لزيادة عدد القوات الأميركية في العراق، التي جلبت نوعاً من الاستقرار إلى بغداد. لتخلص إلى أن الضغط اليوم هو على "الديمقراطيين" المطالبين بترتيب بيتهم من الداخل، مضيفة أن الحصيلة تتمثل في أنه إذا كان "الديمقراطيون" سيواجهون شهوراً أخرى من الانقسام الداخلي، فإن جون ماكين خرج من انتخابات "الثلاثاء الكبير" قوياً ومتقدماً على منافسيه. وهكذا فإنه باتت لدى الحزب "الجمهوري" اليوم فرصة حشد الدعم حول مرشح زاد من آفاق شيء لم يكن من الأمور الممكن التفكير فيها قبل 12 شهراً: فترة رئاسية ثالثة لـ"الجمهوريين". "مسرحية السباق الرئاسي": تحت هذا العنوان نشرت "جابان تايمز" افتتاحية عددها ليوم الاثنين، وفيها انتقدت السباق الرئاسي في روسيا الذي تحول إلى ما يشبه "المسرحية"، وذلك على اعتبار أنه بات من شبه المؤكد أن النائب الأول لرئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، الذي يحظى بدعم الرئيس بوتين، هو الذي سيفوز بانتخابات مارس المقبل، كما تقول، متهمة الحكومة بإقصاء المنافسة الحقيقية والإساءة للتجربة الديمقراطية الروسية. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن اللجنة الانتخابية أقصت رئيس الوزراء السابق كاسيانوف من السباق الانتخابي بدعوى أن عشرات الآلاف من التوقيعات التي تدعم ترشحه مزوَّرة. وهو ما دفع كاسيانوف، الذي يعد من أشد المنتقدين لبوتين، إلى القول إنه أقصيَ من السباق الانتخابي لأن حظوظه في الفوز قوية وحقيقية. وثمة أمر اعتبرته الصحيفة مبالغاً فيه على اعتبار أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت فوز ميدفيديف بأكثر من 70 في المئة من الأصوات، وهو شيء كان متوقعاً على اعتبار أن وسائل الإعلام التي تديرها الدولة منحته تغطية شاملة ومنحازة، في حين لم يحظ منافسوه بفرصة الظهور على التلفزيون الوطني تقريباً. علاوة على ذلك فإن ميدفيديف قرر عدم المشاركة في المناظرات التلفزيونية إلى جانب منافسيه بدعوى عدم توفره على الوقت، ولكن الأرجح هو أنه لا يريد منح خصومه فرصة الظهور أمام الجمهور أو تفادياً للإحراج. وهو ما اعتبرته الصحيفة استراتيجية ذكية تخدم مصالحه، ولكنها "تحرم الناخبين الروس من رؤية رئيسهم المقبل على سجيته، ومن فرصة جمع المرشحين في صف واحد والمقارنة بينهم، ومن ثم من اختيار حقيقي"، وهو ما يتنافى مع المبادئ الديمقراطية، كما تقول الصحيفة. صربيا... وتحديات المستقبل: صحيفة "هيرالد تريبيون" علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في صربيا، التي أسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس بوريس تاديتش، وهو حدث قالت عنه الصحيفة إنه يعكس "تفضيل الناخبين الصرب لآمال المستقبل على استياء الماضي". ورأت الصحيفة أن إعادة انتخاب تاديتش تتيح إمكانية تجنب الأخطار المحيطة باستقلال كوسوفو الذي طالما جرى إرجاؤه؛ معتبرة في الوقت نفسه أن ذلك يتطلب "صبراً وحكمة من قبل زعماء كوسوفو -ومؤيديهم في واشنطن وبروكسل- وشجاعة سياسية من جانب تاديتش". وفي هذا السياق، شددت الصحيفة على أهمية أن يحث الغرب زعماء كوسوفو على الانتظار بضعة أشهر إضافية قبل إعلان الاستقلال، نظراً لأن الأغلبية التي يتوفر عليها تاديتش ضئيلة ووضعه البرلماني ضعيف ويتوقف على دعم مزيد من العناصر القومية، مضيفة أن من شأن إرجاء كوسوفو إعلان الاستقلال إلى أبريل أو مايو أن يمنح تاديتش فرصة مناقشة ترتيبات براجماتية مثل أمن الحدود وانتقال الأشخاص والبضائع. إلى ذلك، ذكَّرت الصحيفة بأن الاتحاد الأوروبي ما فتئ يشدد على أن صربيا لا يمكنها الالتحاق بركب جيرانها الذين يوجدون في طريقهم إلى العضوية الرسمية قبل القيام بتسليم المسؤولين عن عمليات القتل الجماعي في البوسنة. ولئن لفتت الصحيفة إلى بطء الناخبين والساسة الصرب في التعامل مع جرائم سلوبودان ميلوسيفتش وعواقب ديكتاتوريته الدموية، فإنها رأت في إعادة انتخاب تاديتش مؤشراً على أن الكثير منهم باتوا مستعدين لاحتضان مستقبل بنَّاء وأكثر واقعية. المأزق النووي الكوري الشمالي: صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية خصصت افتتاحية عددها ليوم الاثنين للتعليق على واقع حال الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إطار المحادثات السداسية حول برنامج كوريا الشمالية النووي؛ حيث رأت أن شهراً آخر مر دون إحراز أي تقدم على صعيد الجهود الدولية الرامية إلى تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي. ونقلت عن الخبير في الشؤون الكورية بوزارة الخارجية الأميركية، "سونغ كيم"، الذي زار كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، قوله إن بيونج يانج لم تزوده بكشف كامل حول منشآتها النووية. غير أن الصحيفة رأت أنه على رغم هذه العقبات التي تعترض الاتفاق، إلا أنه من السابق لأوانه الاستسلام والقول إن الاتفاق قد فشل، مثلما يقول بذلك بعض "الصقور" الأميركيين، وذلك لسببين على الأقل. أما الأول، فيتمثل في أن قائدي البلدين مازالا ملتزمين في ما يبدو بالاتفاق. فقد جدد الزعيم "الشمالي" التأكيد على أنه لا توجد تغيرات في موقف بيونج يانج من الدفع بالمحادثات السداسية إلى الأمام وتطبيق جميع الاتفاقات، في حين لوحظ أن الرئيس الأميركي جورج بوش أحجم عن وصف كوريا الشمالية أو زعيمها بأي وصف قبيح خلال خطابه الأخير حول "حالة الاتحاد". أما السبب الثاني، فيتمثل في وجود مقترحات على جانبي المحيط الهادي بخصوص تعديل بعض المقاربات وتنفيذها على مراحل لوضع اتفاق الثالث من أكتوبر موضع التنفيذ. وختاماً، اعتبرت الصحيفة أن الوقت قد حان كي يكمل الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب لي ميونج باك ما بدأه سلفه بخصوص سياسة بلده الدبلوماسية، وبخاصة ما يتعلق منها بموضوع كوريا الشمالية النووي. إعداد: محمد وقيف