في ظل تنامي دور المرأة الإماراتية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، دخلت المرأة، مؤخراً، مجالاً جديداً؛ ففي يوم الاثنين الماضي، أقامت قيادة العمليات الخاصة في القوات المسلحة احتفالاً بمناسبة تخريج دورة "طي وصيانة المظلات" الأولى للمجندات في مدينة زايد العسكرية في أبوظبي. ولا شك في أن هذه الخطوة تحمل في طياتها العديد من الدلالات المهمة، فهي من ناحية توسع مجالات مشاركة المرأة وتعمقها في ميادين الحياة العامة كافة، والتي ظل بعضها حكراً على الرجال دون النساء، وهو الأمر الذي ينطوي بالضرورة على مزيد من تفعيل دور المرأة في المجتمع بشكل عام، وهي من ناحية ثانية، تؤكد تواصل الجهود الخاصة بعملية النهوض بالمرأة وتفعيل دورها. فخلال الفترة الماضية أتيح للمرأة الدخول في مجالات جديدة والقيام بأدوار لم تقم بها من قبل، واليوم تضاف خطوة أخرى في سلسلة خاصة بالمزيد من دفع عملية مشاركة المرأة في المجتمع، ما يعني أن تدعيم مشاركة المرأة في الحياة العامة ينطلق من سياسة هدفها أن تصبح المرأة شريكاً كاملاً في عملية التنمية. وهي من ناحية ثالثة، تترجم ثقة كبيرة في قدرات المرأة الإماراتية التي فتحت أمامها المجالات كافة، وهي من ناحية رابعة، تفتح مجالاً تشارك فيه المرأة على قدم المساواة مع الرجل في تحمل المسؤولية فداءً لتراب الوطن وحفاظاً على استقراره وأمن شعبه، وهذه ثقة كبيرة منحتها الدولة للمرأة. وفي الواقع، فإن تنامي مشاركة المرأة الإماراتية في المجالات المختلفة للحياة العامة، يأتي انعكاساً لما حققته من مشاركة فعالة في المجالات جميعها، وهو ما تؤكده الإحصائيات المختلفة، حيث تشغل المرأة ما نسبته 22,5% من مقاعد "المجلس الوطني الاتحادي"، و30% من الوظائف القيادية في الدولة و10% من أعضاء السلك الدبلوماسي ونحو 66% في القطاع الحكومي، وبلغ عدد سيدات الأعمال 11 ألف سيدة، ووصل حجم مدخرات المرأة إلى نحو 10 مليارات دولار، وتشكل المرأة 25% من قوة العمل وتحتل 15% من مجالس غرف التجارة والصناعة. وإذا كانت الدولة قد فتحت الباب على مصراعيه أمام مشاركة المرأة في مجالات الحياة العامة كافة، فإن المرأة مطالبة بإثبات جدارتها باقتحام المجالات جميعها والمشاركة جنباً إلى جنب مع الرجل في دفع عملية التنمية التي تعيشها الدولة، وهذا الأمر يتطلب من المرأة في المواقع كلها أن تبذل المزيد من الجهد حتى تثبت للجميع أنها جديرة بما آل إليها من مناصب. ولا شك أن المنظمات المعنية بتفعيل دور المرأة وتدعيم قدراتها، قد قامت بدور كبير في تأهيل المرأة لتولي المسؤولية في المواقع كلها، ومع تنامي دور المرأة، فإن هذه المنظمات مطالبة ببذل المزيد من الجهود الكفيلة بترسيخ مشاركة المرأة في جميع المجالات التي استطاعت أن توجد فيها. إن مشاركة المرأة الإماراتية في مجالات الحياة العامة كافة، تعني تفعيل الجهود المبذولة من أجل تعميق عملية التنمية الشاملة التي تعيشها الدولة خلال المرحلة الحالية، حيث أن المرأة تمثل نصف المجتمع بالفعل، وربما تكون لديها قدرات تفوق الرجل في بعض المجالات، ما يعني تكامل الجهود المجتمعية، من قبل الرجل والمرأة في الوقت نفسه لتحقيق مزيد من التطوير على الصعد كافة. ـــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.