الإيطاليون يعيشون "الحلم الأميركي"... ودعوة لكبح جماح تجاوزات بكين عملية السلام في الشرق الأوسط، وموقف الاتحاد الأوروبي من الصين، والانتخابات الإيطالية والصربية.. موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن قراءة موجزة في الصحف البريطانية. "الأولويات الفلسطينية": هكذا عنونت "التايمز" افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، التي حثت فيها الفلسطينيين على الاستفادة من نافذة الفرص المتاحة حالياً في الشرق الأوسط، بفضل انغماس جورج بوش وتوني بلير في شؤون المنطقة بشكل لم يحدث من قبل، وهو ما يرجع إلى أن بوش، وهو في سنته الأخيرة في الحكم، أصبح متحرراً من قيود اللوبي المتشدد المؤيد لإسرائيل داخل بلاده، وأن "توني بلير" قد أصبح أكثر قدرة بعد أن خرج من منصبه على التحرر من قيود الموقف المتحيز لصالح الفلسطينيين -كما ترى- الذي دأب الساسة الأوروبيون على اتخاذه. وترى الصحيفة أن الدور الذي يمكن أن يقوم به الرجلان، قد اكتسب أهمية إضافية بعد قمة "أنابوليس"، التي أفرزت اقتراحات لم تتحرك كثيراً للأمام بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية، سواء من جانب إيهود أولمرت، الذي يواجه مصاعب جمة، والذي تدنت شعبيته إلى درجة غير مسبوقة، أو من جانب رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" الذي لم يفق بعد من آثار الهزيمة المهينة التي تعرضت لها حكومته في غزة على أيدي "حماس". وبعد أن لفتت الصحيفة النظر إلى الصعوبات التي ستواجه الأطراف المعنية بعملية السلام في التعامل مع حركة "حماس"، التي فشلت في بلورة أي أجندة عملية للمشاركة في تلك العملية، حذرت الفلسطينيين من إضاعة الوقت، لأنه ليس من المتوقع من أي رئيس جديد للولايات المتحدة أن يضع الشرق الأوسط في صدارة قائمة أولوياته إلا بعد مرور بعض الوقت على ولايته، ثم أنهم لا يستطيعون الاعتماد على استمرار الدعم الإقليمي الذي يحصلون عليه حالياً من الدول العربية إلى ما لا نهاية. "أوروبا يجب أن تكبح تجاوزات بكين": اختارت "الأوبزرفر" هذا العنوان لافتتاحيتها يوم الأحد الماضي، التي تنتقد فيها النظام الصيني السلطوي والدعم الذي يقدمه لبعض الأنظمة السيئة في العالم من أجل تحقيق مصالحه التجارية، وتطالب أوروبا بممارسة المزيد من الضغط على هذا النظام، من أجل إيقاف تجاوزاته في مجال حقوق الإنسان والحريات، والالتزام بالمعاهدات الدولية المتعلقة بمعايير سلامة المنتجات المصنعة، وبالاشتراطات العالمية المطلوبة للحد من تداعيات التغير المناخي، خصوصاً أن الصين تعتبر من أكبر الدول الملوثة في العالم. وترى الصحيفة أن الوقت الحالي، هو أنسب الأوقات للضغط على الصين، خصوصاً أن الأخيرة حريصة على تجنب كل ما يمس سمعتها قبل انطلاق الدورة الأولمبية على أرضها خلال العام الحالي، وأن العمل الأوروبي المنسق يمكن أن يجبر بكين على إعادة تكييف مواقفها، والتوقف -على الأقل- عن دعم بعض الحكومات الاستبدادية في العالم، وأكدت أن الحكومة الصينية، وإن كانت لا تأبه كثيراً بالنقد الدولي إلا أنها ستصبح أكثر اهتماماً بهذا النقد إذا ما كان سيؤثر على مصالحها التجارية وأن هذه الحقيقة يجب أن تدفع دول الاتحاد الأوروبي -وخصوصا بريطانيا- لاستخدام نفوذها التجاري مع الصين من أجل إقناع هذه الدولة بالتوقف عن تجاوزاتها العديدة. "بوريس تاديتش وحل للصرب": بهذه العبارة عنونت "الديلي تلجراف" افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي، مشيرة إلى أن ما تحتاجه صربيا في الوقت الراهن هو المضي قدماً في طريق التحرر من العزلة التي فرضتها عليها سياسات الرئيس الراحل "سلوفان ميلوسيفيتش"، وخصوصاً بعد فوز "بوريس تاديتش" في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي، لأنه- تاديتش- الرجل الذي وضع موضوع الالتحاق بعضوية الاتحاد الأوروبي على رأس أجندته الانتخابية. وترى الصحيفة أن تصويت الناخبين لصالح "تاديتش" في الانتخابات كان يعني في ذات الوقت التصويت ضد منافسه الرئيسي "توميسلاف نيكوليتش"، الذي يدعو لإقامة علاقات وثيقة مع روسيا، ويعارض الانضمام للاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن "تاديتش" ومنافسه يعارضان استقلال كوسوفو، لأنهما يعرفان جيداً أنهما لن يستطيعا أن يفعلا شيئاً للحيلولة بين الإقليم وبين المضي قدماً في إعلان استقلاله، إلا أن "تاديتش" يختلف عن منافسه من حيث أنه أعلن صراحة أنه لن يلجأ إلى استخدام القوة، إذا ما أعلن الإقليم استقلاله. تؤيد الصحيفة ذلك، وترى أنه ليس أمام "تاديتش" سوى القبول بخيار انفصال كوسوفو، مهما كان هذا الخيار مؤلماً، وأن يتوجه غرباً مثلما فعلت باقي دول وسط أوروبا. "الحمى الانتخابية": هذا العنوان الذي اختارته "التايمز" لافتتاحيتها أمس، لا يحيل إلى الانتخابات الأميركية، وإنما إلى نظيرتها الإيطالية التي ترى الصحيفة أنها لا تقل عن الأميركية احتداماً، حيث ينشغل الإيطاليون الآن في جدل محتدم عمن يستحق الفوز من بين الساسة الإيطاليين برئاسة الوزراء، هل هو "سيلفيو بيرلسكوني"، الذي كان قد ترأس الحكومة الإيطالية لمدة خمس سنوات، وحقق إصلاحات مهمة في مجال المعاشات وقوانين العمل كما شهدت إيطاليا في عهده استقراراً سياسياً غير مسبوق، أم هو "رومانو برودي"، الذي كان يقود حكومة تقوم على تحالف يتكون من خليط من الشيوعيين والكاثوليك المتعصبين، وأحزاب أخرى ذات توجهات متنوعة تقع بين هذين التيارين الرئيسيين، لم تكن شخصية "برودي" هي التي وحدت بينها وإنما رغبتها المشتركة في البقاء ضمن معادلة السلطة، ولم تدعِ أنها حققت إنجازاً سوى تحسين الأوضاع المالية، وهو ما تحقق في واقع الأمر نتيجة لقيام تلك الحكومة بزيادة الضرائب، وليس بترشيد الإنفاق ولا بإصلاح القطاع العام الذي كانت قد وعدت به، وذلك قبل أن تصل إلى نهايتها المحتومة بخروج بعض الأحزاب المشتركة فيها من التحالف. "بيرلسكوني" يتصدر استطلاعات الرأي في الوقت الراهن، ولكنه كما تشير الصحيفة ليس النجم الوحيد في المشهد، وإنما هناك أيضاً سياسيون آخرون يمكن أن يحصلوا على ثقة الناخبين منهم "جيانفرانكو فيني" حليف "بيرلسكوني" الذي ينتمي إلى الجناح "اليميني" و"والتر فيلتروني" عمدة مدينة روما، الذي يتمتع بدرجة هائلة من الكاريزما، والذي يقود الحزب "الديمقراطي الجديد"، والذي يشبهه الإيطاليون بالسيناتور "باراك أوباما". إعداد: سعيد كامل